بكرامته ، وفضّلنا بنبيه صلىاللهعليهوآله على كثير من خلقه تفضيلا ، فكذبتمونا ، وكفرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالا ، وأموالنا نهبا ، كأنا أولاد الترك أو كابل ، كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم ، قرت بذلك عيونكم ، وفرحت به قلوبكم ، اجتراء منكم على الله ، ومكرا مكرتم والله خير الماكرين.
فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا ، فإنّ ما أصابنا من المصائب الجليلة ، والرزايا العظيمة فى كتاب من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على الله يسير ، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحبّ كل مختال فخور ، تبا لكم! فانتظروا اللّعنة والعذاب ، فكأن قد حلّ بكم ، وتواترت من السماء نقمات فيسحتكم بما كسبتم ويذيق بعضكم بأس بعض ، ثم تخلدون فى العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين.
ويلكم أتدرون أية يد طاعنتنا منكم ، أو أية نفس نزعت إلى قتالنا ، أم بأية رجل ، مشيتم إلينا ، تبغون محاربتنا؟! قست قلوبكم ، وغلظت أكبادكم ، وطبع على أفئدتكم وختم على سمعكم وبصركم ، وسوّل لكم الشيطان وأملى لكم ، وجعل على بصركم غشاوة فانتم لا تهتدون ، تبا لكم يا أهل الكوفة! كم تراث لرسول الله صلىاللهعليهوآله قبلكم ، وذحوله لديكم ، ثم غدرتم بأخيه على بن أبى طالب عليهالسلام جدّى ، وبنيه عترة النبيّ الطيبين الأخيار وافتخر بذلك مفتخر فقال :
نحن قتلنا عليا وبنى |
|
علىّ بسيوف هندية ورماح |
وسبينا نساءهم سبى ترك |
|
ونطحناهم فأىّ نطاح |
فقالت : بفيك أيها القائل الكثكث ولك الأثلب افتخرت بقتل قوم زكّاهم الله وطهّرهم ، وأذهب عنهم الرجس ، فاكظم واقع كما أقعى أبوك ، وإنما لكل امرئ ما قدّمت يداه ، حسدتمونا ويلا لكم على ما فضلنا الله.
فما ذنبنا ان جاش دهر بحورنا |
|
وبحرك ساج لا يوارى الدعامصا |