تائبا ومواسيا لك حتّى أموت بين يديك ، أترى إلى ذلك توبة قال : نعم يتوب الله عليك ويغفر لك. ثمّ برز وهو يرتجز :
إنّى أنا الحرّ ومأوى الضيف |
|
أضرب فى أعناقكم بالسيف |
عن خير من حلّ بلاد الخيف |
|
أضربكم ولا أرى من حيف |
فقتل نيفا وأربعين رجلا (١).
٤ ـ قال ابن طاوس : فمضى الحرّ ووقف موقفا من أصحابه وأخذه مثل الافكل ، فقال له المهاجر بن أوس : والله إنّ أمرك لمريب ، ولو قيل لى من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك فما هذا الّذي أرى منك ، فقال والله إنّى أخير نفسى بين الجنّة والنار ، فو الله لا أختار على الجنّة شيئا ، ولو قطعت واحرقت ، ثمّ ضرب فرسه قاصدا الى الحسين عليهالسلام ويده على رأسه هو يقول : اللهم إليك أنبت ، فتب علىّ فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيّك.
قال للحسين عليهالسلام جعلت فداك أنا صاحبك الّذي حبسك عن الرجوع وجعجع بك وما ظننت أنّ القوم يبلغون منك ما أرى وأنا تائب الى الله تعالى ، فهل ترى لى من توبة ، فقال الحسين عليهالسلام : نعم يتوب الله عليك فنزل فقال أنا لك فارسا خير منّى لك راجلا وإلى النزول يصير آخر أمرى.
ثمّ قال فاذا كنت أوّل من خرج عليك ، فأذن لى أن أكون أوّل قتيل بين يديك لعلّى أكون ممّن يصافح جدّك محمّدا صلىاللهعليهوآله غدا فى القيامة وإنّما أراد أوّل قتيل من الآن ، لأنّ جماعة قتلوا قبله ، كما ورد ، فأذن له فجعل يقاتل أحسن قتال حتّى قتل جماعة من شجعان وأبطال ، ثمّ استشهد فحمل الى الحسين عليهالسلام فجعل يمسح التراب عن وجهه يقول أنت الحرّ كما سمتك أمك حرّا فى الدنيا والآخرة (٢)
__________________
(١) المناقب : ٢ / ٢١٦ ـ ٢١٧.
(٢) اللهوف : ٤٤.