الأصنام ، وما يمثله المسجد الحرام من عبادة الله الواحد. وقد كانت هذه السنة التي نزلت فيها الآية آخر سنة لتواجد المشركين في المسجد الحرام ، أو في مكة ، على الرأي الذي يرى أن كلمة (الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) تتسع لمكة كما ربما تدل عليه الآية الكريمة : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) [الإسراء : ١] فإنه من المعروف أن النبيّ قد أسري به من دار أم هاني بنت أبي طالب. ومما يؤيد إرادة القذارة المعنوية من كلمة «نجس» وإرادة مكة من «المسجد الحرام» ، أنه لو كانت النجاسة المادية هي المدلول للكلمة ، لما كان هناك أية مناسبة لقوله (بَعْدَ عامِهِمْ هذا) الذي يوحي بأنه لا مانع من دخولهم المسجد بنجاستهم قبل نهاية العام ، لأن حكم النجاسة المادية في إبعاد المسجد عنها أمر فوري. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإن الفقرة التالية : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) توحي بأن المسألة تتصل بخروج المشركين من مكة ومنعهم من العودة إليها للحج أو لغيره ، الأمر الذي يتصل بالجانب الاقتصادي السلبي الذي يتصوره المسلمون مما لا دخل للنجاسة فيه من قريب أو من بعيد. وعلى ضوء هذا ، فلا يكون لهذه الآية أي ظهور في نجاسة المشركين ليتعدى منه إلى نجاسة الكافر الملحد بالأولوية القطعية.
* * *
خوف الفقر
(وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) أي إذا خشيتم من انقطاعهم عن الحج ، بسبب هذا التشريع ، فقرا وحاجة من خلال تعطيل الأسواق التي كانوا يحركونها بالشراء والبيع ، ونقصان التجارة التي كانوا يمارسونها ، فلا تحملوا همّا لذلك ، لأن الله