القتال لبسط القانون لا للإخضاع
ومن خلال ذلك نستطيع أن نستوحي الفكرة الإسلامية ، التي تضع مسألة الدعوة إلى القتال في نطاقها الطبيعي المعقول ، فلا تكون عمليّة سيطرة غاشمة للقوّة ضد حريّة الإنسان وإرادته ، بل تكون عملية إخضاع قانونيّ للسلطة الحاكمة في عملية تنظيميّة دقيقة. وهذا ما يمكننا أن نفهمه بقليل من التفصيل.
إن علينا أن ندرس الأسلوب العملي الذي يحاول الإسلام من خلاله إخضاع الناس لحكمه ، فهو يعمل ـ في البداية ـ على أن يخطط الطريق للوصول بهم إلى قناعاته الفكرية والعمليّة على أساس الدعوة إلى التأمل والتفكير والمناقشة والحوار الجدّي الذي يثير أمام الفكر مختلف القضايا المطروحة لدراستها بطريقة موضوعيّة هادئة ، ليكون الرفض أو التأييد من مواقع الفكر الذي لا يتعقّد من أيّة علامة استفهام ترتسم أمام الطروحات العقيديّة أو النتائج الأخيرة ، بل يظل مع أجواء المعرفة التي يعتبرها حقّا لطالبها حتى يصل إلى القناعة ، بشرط أن تكون القضية قضية المعرفة ، لا قضيّة العناد ، لأن مسألة العناد لا تتصل بقضية الحريّة ، بل ترتبط بقضية العقدة المتأصلة في النفس ، المتحركة في خلفيّات العدوان.
* * *
القتال إجراء وقائي
فإذا لم يصل البحث إلى نتيجة ، ولم يمكن الوصول إلى قناعات مشتركة