والعشرين من كتاب الأعمال ، وفي الآية ٢٤ و ٢٨ من الباب الخامس عشر من الرسالة الرومية ، وفي الآية ٥ و ٦ و ٨ من الباب السادس عشر من الرسالة الأولى إلى أهل قونيثوس ، وفي الآية ١٥ و ١٦ و ١٧ و ١٨ من الباب الحادي عشر من الرسالة الثانية إليهم». انتهى كلام واتسن الذي نقله من رسالة الإلهام. وفي المجلد التاسع عشر من إنسائي كلوييديا ريس في بيان حال داكتر بنسن هكذا : «إن ما بيّن بنسن في أمر الإلهام سهل في بادئ النظر وقريب من القياس وعديم النظير والمثل في الامتحان». انتهى.
العاشر : قال باسوبر وليافان : «إن روح القدس الذي كتب الإنجيليون والحواريون بتعليمه وإعانته ، لم يعيّن لهم لسانا معينا ، بل ألقى المضمون فقط في قلوبهم ، وحفظهم من وقوعهم في الغلط ، وخيّر كلّا منهم أن يؤدّي الملقى على حسب محاورته وعبارته. ونحن ، كما نجد الفرق في محاورة هؤلاء المقدسين يعني مؤلّفي العهد العتيق في كتبهم على حسب أمزجتهم ولياقتهم ، فكذلك يجد من كان ماهرا بأصل اللسان فرقا في محاورة متّى ولوقا وبولس ويوحنّا. ولو ألقى روح القدس العبارة في قلوب الحواريين لما وجد هذا الأمر البتّة ، بل لو كان في هذه الحالة محاورة جميع الكتب المقدسة واحدة ، على أن بعض الحالات لا حاجة للإلهام فيها. مثلا إذا كتبوا شيئا رأوه بأعينهم أو سمعوه من الشاهدين المعتبرين. إذا أراد لوقا أن يكتب إنجيله ، قال : إنه كتب حال الأشياء على حسب ما سمعوا من الذين كانوا معاينين بأعينهم ، ولمّا كان واقفا فرأى مناسبا أن يبلغ هذه الأشياء إلى الأجيال الآتية ، والمصنّف الذي يكون له خبر هذه الأشياء من روح القدس يقول : على ما جرت به العادة ، إني بيّنت حال هذه الأشياء كما علّمني روح القدس وإيمان بولس المقدس وإن كان عجبا ومن جانب الله. لكن لوقا مع ذلك لا ضرورة له في بيانه إلى غير شهادة بولس أو شهادة رفقائه ولذلك فيه فرق ما ، لكنه لا تناقض فيه. انتهى كلام باسوبر وليفان ، وهما عالمان مشهوران من العلماء العظام المسيحية المشهورين ، وكتابهما أيضا كتاب معتبر في غاية الاعتبار ، كما صرّح هورن وواتسن.
الحادي عشر : صرّح هورن في الصفحة ٧٩٨ من المجلد الثاني هكذا : «إن أكهارن من العلماء الجرمنية الذين هم ليسوا بمعترفين بإلهام موسى». ثم قال في الصفحة ٨١٨ : «قال شلز وداتهه وروزن ملر وداكتر جدس ، إنه ما كان إلهام لموسى ، بل جمع الكتب الخمسة من الروايات المشهورة في ذلك العهد. وهذا الرأي هو المنتشر انتشارا بليغا الآن في علماء الجرمن. وقال هو أيضا : «إن يوسي بيس ، وكذا بعض المحقّقين الكبار أيضا الذين كانوا بعده ، يقولون : إن موسى كتب سفر الخليقة في الوقت الذي كان يرعى الشّياة في مدين في بيت صهره». انتهى. أقول : إذا كتب موسى سفر التكوين قبل النبوّة ، فلا يكون هذا السفر