كتابه «هذه الرسالة إن كانت ليعقوب ، أقول في الجواب : إن الحواري ليس له أن يعيّن حكما شرعيا من جانب نفسه ، لأن هذا المنصب كان لعيسى عليهالسلام فقط». انتهى. فرسالة يعقوب عند الإمام المذكور ليست إلهاميّة ، وكذا أحكام الحواريين ليست إلهاميّة. وإلّا لا معنى لقوله : إن هذا المنصب كان لعيسى فقط. وقال وارد كاتلك في الصفحة ٣٧ من كتابه المطبوع سنة ١٨٤١ : «قال پومرن الذي هو من العلماء العظام من فرقة بروتستنت ، وهو تلميذ لوطر : إن يعقوب يتمّ رسالته الواهيات وينقل عن الكتب نقلا لا يمكن أن يكون فيه روح القدس ، فلا تعدّ هذه الرسالة في الكتب الإلهاميّة. وقال وأئي تس تهيودورش بروتستنت ، وكان واعظا في نرم برك : إنّا تركنا قصدا مشاهدات يوحنّا ورسالة يعقوب. ورسالة يعقوب ليست قابلة للملامة في بعض المواضع التي تزيد الأعمال على الإيمان ، بل توجد فيها المسائل والمطالب المتناقضة. وقال مكيدي برجن سنتيورستس : إن رسالة يعقوب تنفرد عن مسائل الحواريين في موضع يقول : إن النجاة ليست موقوفة على الإيمان فقط ، بل هي موقوفة على الأعمال أيضا. وفي موضع يقول : إن التوراة قانون الحرية». انتهى. فعلم أن هؤلاء الأعلام أيضا لا يعتقدون إلهاميّة رسالة يعقوب كإمامهم.
الثالث عشر : قال كلي مي شيس : «إن متّى ومرقص يتخالفان في التحرير ، وإذا اتفقا ترجح قولهما على قول لوقا». انتهى. أقول : يعلم منه أمران : الأول : إن متّى ومرقص يوجد في تحريرهما في بعض المواضع اختلاف معنوي ، لأن الاتفاق اللفظي لا يوجد في القصة من القصص. والثاني : إن هذه الأناجيل الثلاثة ليست إلهامية ، وإلّا لا معنى لترجيح الأوّلين على الثالث.
الرابع عشر : المحقّق پيلي صنّف كتابا في الإسناد وهو من العلماء المعتبرين من فرقة بروتستنت وطبع هذا الكتاب سنة ١٨٥٠ ، فقال في الصفحة ٣٢٣ هكذا : «الغلط الثاني الذي نسب إلى القدماء المسيحيين أنهم كانوا يرجون قرب القيامة. وأنا أقدّم نظيرا آخر قبل الاعتراض ، وهو أن ربّنا قال في حق يوحنّا لبطرس : إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء فما ذلك. ففهم هذا القول على خلاف المراد ، بأن يوحنّا لا يموت. فذاع بين الأخوة. فانظروا لو كان هذا القول وصل إلينا بعد ما صار رأيا عامّا ، وفقد السبب الذي نشأ منه هذا الغلط واستعدّ أحد اليوم لردّ الملّة العيسوية متمسّكا بهذا الغلط ، لكان هذا الأمر بلحاظ الشيء الذي وصل إلينا في غاية الاعتساف. والذين يقولون : إنه يحصل الجزم من الإنجيل بأن الحواريين والقدماء المسيحية كانوا يرجون قيام القيامة في زمانهم ، فلهم أن يتصوّروا ما قلنا في هذا الغلط القديم القليل البقاء. وهذا الغلط منعهم عن كونهم خادعين ، لكن يرد الآن سؤال ، وهو : انّا إذا سلّمنا أن رأي الحواريين كان قابلا للسّهو ، فكيف يعتمد على أمر منهم؟ ويكفي