بل أزيد منها؟ ولما ذا اجتمع في بعض الأناجيل بعض الفقرات التي كانت مشتملة على بعض الأحوال المسيحية ومتفرّقة في الأناجيل المختلفة؟ مثلا اجتمع في الإنجيل الأبيوني جميع حال اصطباغ المسيح الذي كان متفرّقا في هذه الأناجيل الثلاثة الأول والتذكرة التي نقل عنها جستن ، كما صرّح أبي فانيس. ثم قال أكهارن في موضع آخر : إن الناس الذين لم يكن لهم استعداد التحقيق اشتغلوا من وقت ظهور هذه الأناجيل بالزيادة والنقصان وتبديل لفظ بمرادف له. ولا تعجب فيه لأن الناس كان عادتهم من وقت وجود التاريخ العيسوي أنهم كانوا يبدّلون عبارات الوعظ والحالات المسيحية التي كانت عندهم على حسب علمهم. وهذا القانون الذي أجراه أهل الطبقة الأولى كان جاريا في الطبقة الثانية والثالثة. وهذه العادة كانت في القرن الثاني مشهورة ، بحيث كان مخالف الدين المسيحي واقفا عليها. يعترض سلسوس على المسيحيين أنهم بدّلوا أناجيلهم ثلاث مرّات أو أربع مرّات بل أزيد منها تبديلا ، كأن مضامينها بدّلت. وذكر كليمنس أيضا أن في آخر القرن الثاني أناسا كانوا يحرّفون الأناجيل ، وكان ينسب إلى هذا التحريف أنه وقع في الآية الحادية عشرة من الباب الخامس من إنجيل متّى بدل هذه الفقرة (لهم ملك السموات) في بعض النّسخ هذه الفقرة يكونون كاملين وفي بعض النّسخ هذه الفقرة (يجدون موضعا لا يولمون هناك). انتهى كلام أكهارن على ما نقل نورتن. ثم قال نورتن بعد نقله : «لا يظن أحد أن هذا رأي أكهارن فقط ، لأن كتابا من الكتب لم يقبل في الجرمن قبولا زائدا من كتابه. ويوافق رأي كثير من العلماء المتأخرين من الجرمن رأيه في أمر الأناجيل. وكذا في الأمور التي يلزم منها الإلزام على صدق الأناجيل». انتهى. ولمّا كان نورتن حاميا للإنجيل ردّ كلام أكهارن بعد نقله على زعمه ، لكنه ما أتى بشيء يعتدّ به ، كما لا يخفى على من نظر إليه. ومع ذلك اعترف هو أيضا أن سبعة مواضع من هذه الأناجيل محرّفة إلحاقيّة ليست من كلام الإنجيليين : ١ ـ صرّح في الصفحة ٥٣ من كتابه إن البابين الأوّلين من إنجيل متّى ليسا من تصنيفه. ٢ ـ وفي الصفحة ٦٣ إن قصة يهوذا الإسخريوطي المذكورة في الباب السابع والعشرين من إنجيل متّى من الآية الثالثة إلى العاشرة كاذبة إلحاقية. ٣ ـ وكذا الآية ٥٢ و ٥٣ من الباب المذكور إلحاقيتان. ٤ ـ في الصفحة ٧٠ إن اثنتي عشرة آية من التاسعة إلى العشرين من الباب السادس عشر من إنجيل مرقس إلحاقية. ٥ ـ في الصفحة ٨٩ إن الآية ٤٣ و ٤٤ من الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا إلحاقية. ٦ ـ في الصفحة ٨٤ إن هذه العبارة (يتوقعون تحريك الماء لأن ملاكا كان ينزل أحيانا في البركة ويحرّك الماء فمن نزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أيّ مرض اعتراه) في الآية الثالثة والرابعة من الباب الخامس من إنجيل يوحنّا إلحاقية. ٧ ـ في الصفحة ٨٨ إن