تنسب إليه. واني قابلتهما بالإمعان ، فظهر لي أن النسخة الصغيرة بالإلحاق والزيادة جعلت كبيرة ، لا أن الكبيرة بالحذف والإسقاط جعلت صغيرة. ومنقولات القدماء أيضا توافق الصغيرة مناسبة زائدة بالنسبة إلى الكبيرة. بقي هذا السؤال : إن المكتوبات المندرجة في النسخة الصغيرة ، أهي مكتوبات أكناثيوس في نفس الأمر ، أم لا؟ ففيه نزاع عظيم. واستعمل المحقّقون الأعاظم في هذا الباب أقلامهم. وهذا السؤال عندي بملاحظة تحرير الجانبين مشكل. وثبت عند هذا القدر أن هذه المكتوبات هي التي قرأها يوسي بيس وكانت موجودة في زمان أرجن ، وبعض الفقرات منها لا تناسب زمان أكناثيوس. فعلى هذا المناسب أن نعتقد أن هذه الفقرات إلحاقيّة لا أن نردّ المكتوبات كلها لأجل هذه الفقرات ، سيما في صورة قلّة النسخ التي نحن مبتلون بها. وكما أن أحدا من فرقة إيرين زاد في النسخة الكبيرة ، فكذا يمكن أن يكون أحد من فرقة إيرين أو من أهل الديانة أو من كليهما تصرّف في النسخة الصغيرة أيضا ، وإن لم يحصل عندي فساد عظيم من تصرّفه». انتهى. وكتب پيلي في الحاشية : «انه ظهر في الزمان الماضي ترجمة ثلاث مكتوبات لأكناثيوس في اللسان السرياني وطبعها كيوري تن ، وهذا الملفوظ الجديد قرب إلى اليقين أن المكتوبات الصغيرة التي أصلحها اشر يوجد فيها الإلحاق». انتهى.
فظهر مما نقلنا أمور : الأول : إن المكتوبات التي هي غير السبعة جعلية عند جمهور المسيحيين. فهذه المكتوبات ساقطة عن الاعتبار. الثاني : إن النسخة الكبيرة للمكتوبات أيضا عند الكل غير مستر وسن وبعض تابعيه جعلية محرّفة ، فهي أيضا ساقطة عن الاعتبار. الثالث : إن النسخة فيها نزاع عظيم في أنها أصلية أم جعلية ، وإلى كلّ منهما ذهب المحقّقون الأعاظم. فعلى رأي المنكرين هذه النسخة ساقطة عن الاعتبار أيضا. وعلى رأي المثبتين أيضا لا بدّ من إقرار التحريف فيها ، سواء أكان المحرّف من فرقة إيرين أو من أهل الديانة أو من كليهما. فبهذا الاعتبار هذه النسخة أيضا ساقطة عن الاعتبار. والغالب أن هذه النسخة جعلية اختلقها أحد في القرن الثالث كالمكتوبات التي هي غير السبعة ولا عجب لأن مثل هذا الاختلاق والجعل كان في القرون الأولى من القرون المسيحية جائزا بل مستحبّا ، واختلفوا بقدر خمسة وسبعين إنجيلا ورسالة ونسبوها إلى عيسى ومريم والحواريين عليهمالسلام. فأيّ استبعاد في نسبة سبعة مكتوبات جعليّة إلى أكناثيوس بل هي قريبة من القياس كما نسبوا إليه المكتوبات الأخرى ، وكما اختلقوا تفسيرا ونسبوه إلى تي شن ، قال آدم كلارك في مقدمة تفسيره : «إن التفسير الأصلي المنسوب إلى تي شن انعدم المنسوب إليه الآن مشكوك عند العلماء وشكّهم حق». انتهى كلامه. ولو فرضنا أنها مكتوبات أكناثيوس ، فلا تفيد أيضا ، لأنه لما ثبت الإلحاق فيه ، فما بقي الاعتماد عليها. فكما أن بعض الفقرات إلحاقيّة عندهم ،