كتبهم كاذبة ، لأن هذه القاعدة ما تقرّرت لكتاب آخر وإنّي علمت بيان هذا الأمر ضروريا لأجل أن رسم والي ترو تلاميذه من الأيام الماضية غالبا هكذا أنهم يدخلون في إبط اليهود ثم يصولون على الملّة المسيحية. ونشأ بعض اعتراضاتهم عن بيان المعنى على خلاف نفس الأمر ، وبعضها من المبالغة. لكن مبنى اعتراضاتهم هذه أن شهادة المسيح والمعلّمين القدماء على رسالة موسى والأنبياء الآخرين تصديق لكل جزء جزء ولكل قول قول من تواريخ اليهود ، وضمانة كل حال مندرج في العهد العتيق واجبة على الملّة المسيحية». انتهى كلامه.
فانظر أيها اللبيب أن كلام محقّقهم مطابق لكلامي أم لا. وما قال إن بين العلماء المسيحية نزاعا في حقّيّة أيوب بل في وجوده قديما فأشار إلى الاختلاف القوي لأن ربّ مماني ديز الذي هو عالم مشهور من علماء اليهود ، وكذا ميكايلس وليكلرك وسملر وأستاك وغيرهم ، قالوا : إن أيوب اسم فرضي ، وما كان مسمّاه في وقت من الأوقات ، وكتابه حكاية باطلة وقصة كاذبة. وكامت ووانتل وغيرهما قالوا : إنه كان في نفس الأمر ، ثم القائلون بوجوده اختلفوا في زمانه على سبعة أقوال : فقال بعضهم : إنه كان معاصرا لموسى عليهالسلام. وقال بعضهم : إنه كان معاصرا للقضاة وبعد يوشع عليهالسلام. وقال بعضهم : إنه كان معاصرا لهاسي روسي أو أردشير سلطان إيران. وقال بعضهم : إنه كان معاصرا ليعقوب. وقال بعضهم : إنه كان معاصرا لسليمان عليهالسلام. وقال بعضهم : إنه كان معاصرا لبخت نصّر. وقال بعضهم : إنه كان قبل الزمان الذي جاء فيه إبراهيم عليهالسلام إلى كنعان. قال هورن من محقّقي فرقة بروتستنت : «إن خفّة هذه الخيالات دليل كاف على ضعفها». وكذا اختلفوا في غوط بلده الذي جاء ذكره في الآية الأولى من الباب الأول من كتابه بأنه كان في أيّ إقليم على ثلاثة أقوال. فقال بوجارت وأسياهم وكامت وغيرهم : إنه في إقليم العرب ، وقال ميكايلس والجنّ : إنه في شعب دمشق ، وقال لودوماجي وهيلز وكود وبعض المتأخرين : إن غوط اسم أدومية. وكذا في مصنّف هذا الكتاب بأنه اليهود أو أيوب أو سليمان أو أشعياء ، أو رجل مجهول الاسم معاصرا للسلطان منسا أو حزقيال أو عزرا ، أو رجل من آل اليهود أو موسى عليهالسلام. ثم اختلف القائلون بالقول الأخير فبعض المتقدمين على أن موسى عليهالسلام صنّفه في اللسان العبراني. وقال أرجن : إنه ترجمه من السيراني إلى العبراني. وكذا اختلفوا في موضع ختم الكتاب ، كما عرفت في الشاهد الثاني عشر من المقصد الثالث ، ففيه اختلاف من أربعة وعشرين وجها. هذا دليل كاف على أن أهل الكتاب لا يوجد عندهم سند متصل لكتبهم ، بل يقولون بالظن والتخمين ما يقولون. وذمّ القسّيس تهيودور الذي كان في القرن الخامس هذا الكتاب ذمّا كثيرا ، ونقل وارد كاتلك أن الإمام الأعظم لفرقة بروتستنت لوطر قال : «إن هذا الكتاب قصة محضة». فانظروا ان هذا الكتاب الذي هو داخل في الكتب