المسلّمة عند بروتستنت وكاتلك على تحقيق ربّ مماني ديز وميكايلس وليكلرك وسملر وأستاك وغيرهم حكاية باطلة وقصة كاذبة ، وعلى رأي تهيودور قابل للذمّ ، وعلى رأي إمام فرقة بروتستنت حريّ بأن لا يلتفت إليه ، وعلى قول مخالفيهم لا يتعيّن المصنّف ، بل ينسبونه رجما بالغيب إلى أشخاص. فلو فرضنا أنه تصنيف اليهود أو رجل من آله أو رجل مجهول الاسم معاصر لمنسا ، لا يثبت كونه إلهاميّا. وقد عرفت في الشاهد الأول من المقصد الثاني أن كتاب أستير كان غير مقبول عند القدماء المسيحيين إلى ثلاثمائة وأربع وستين سنة ، ولا يعلم اسم مصنّفه بالقطع أيضا. وردّه مليتو كري كري نازي زن واتهاني سيش ، وأظهر الشّبهة عليه إيم في لوكيس. وكذا حال كتاب نشيد الإنشاد ، ذمّه القسّيس تهيودور ذمّا كثيرا ، كما ذمّ كتاب أيوب. وسيمن وليكلرك لا يعترفان بصدقه ، وقال وستن وبعض المتأخرين هو غناء فسقي لا بدّ أن يخرج من الكتب الإلهامية. وقال سملر : الظاهر أنه كتاب موضوع. ونقل وارد كاتلك أن كاستيليو قال : لا بدّ أن يخرج هذا الكتاب من العهد العتيق. وهكذا حال كتب أخر أيضا. فلو كانت شهادة المسيح والحواريين مثبتة لصدق كل جزء جزء من كتب العهد العتيق ، لما كان لأمثال هذه الاختلافات الفاحشة الواقعة بين العلماء المسيحية سلفا وخلفا مساغ أصلا. فالإنصاف أن ما قال پيلي هو غاية السعي في هذا الباب من جانبهم ، وبدون الاعتراف بما قال لا يوجد لهم المفرّ. كيف لا ، وقد عرفت في الشاهد السادس عشر من المقصد الأول أن علماء اليهود والمسيحيين متّفقون على أن عزرا غلط في السفر الأول من أخبار الأيام. وهذا السفر أيضا داخل في الكتب التي شهد المسيح حقّيّتها على زعمهم. فإذا لم يسلّموا تحقيق پيلي ، فما ذا يقولون في تصديق هذا الغلط؟.
ثم أقول رابعا (١) : لو سلّمنا على فرض التقدير والمحال أن شهادة المسيح والحواريين تصديق لكل جزء جزء ولكل قول قول من هذه الكتب ، فلا يضرّنا أيضا. لأنه قد ثبت أن مذهب جمهور العلماء المسيحيين وجستن وأكتساين وكريزاستم من القدماء ، ومذهب كافّة كاتلك ، وسلبرجيس وداكتر كريب ووائي يتكر وأي كلارك وهمفري وواتسن من علماء بروتستنت ، ان اليهود حرّفوا الكتب بعد المسيح والحواريين ، كما عرفت في الهداية الثالثة مفصّلا. وكافّة علماء بروتستنت أيضا يضطرون في أكثر المواضع ، ويقولون : إن اليهود حرّفوا ، كما عرفت في المقاصد الثلاثة. فالآن نسألهم أن المواضع التي يقرّون بالتحريف فيها ، أكانت محرّفة في زمان المسيح عليهالسلام والحواريين ومع ذلك شهدوا بصدق كل جزء جزء وقول قول من هذه الكتب ، أو لم تكن كذلك بل حرّفت بعدهم؟ والأول أمر لا
__________________
(١) ... يتابع المؤلّف الجواب على المغالطة الثانية.