وأجلي يوحنّا الحواري وقتل فليويس كليمنس. والثالث : في عهد السلطان جان وكان ابتداؤه سنة ١٠١ ، وبقي الحال هكذا إلى ثماني عشرة سنة وقتل فيه أكناسش أسقف كورنتيه وكليمنت أسقف الروم وشمعون أسقف أورشليم. والرابع : في عهد السلطان مرقس أنتونيس ، وكان ابتداؤه سنة ١٦١ ، وبقي الحال هكذا إلى أزيد من عشر سنين ، وبلغ القتل شرقا وغربا. وكان هذا السلطان فلسفيا مشهورا متعصبا في الوثنية. والخامس : في عهد السلطان سويرس ، وكان ابتداؤه سنة ٢٠٢ وقتل ألوف في مصر وكذا في ديار فرانس وكارتهيج ، وكان القتل في غاية الشدّة بحيث ظن المسيحيون أن هذا الزمان زمان الدجّال. والسادس : في عهد السلطان مكسيمن ، وكان ابتداؤه سنة ٢٣٧ وصدر أمره وقتل فيه أكثر العلماء لأنه ظن أنه إذا قتل أهل العلم جعل العوامّ مطيعين في غاية السهولة ، وقتل فيه البابا پونتيانوس والبابا أنتيروس. والسابع : في عهد السلطان دي شس سنة ٢٥٣ ، وأراد هذا السلطان استئصال الملّة المسيحية فصدر أوامره إلى حكّام الإيالات ، وارتدّ في هذه الحادثة بعض المسيحيين ، وكان مصر وإفريكا وأتالي والمشرق مواضع تفرج ظلمه. والثامن : في عهد السلطان ولريان سنة ٢٥٧ وقتل فيه ألوف ، ثم صدر أمره في غاية الشدّة بأن يقتل الأساقفة وخدّام الدين ، ويذلّ الأعزّة ويؤخذ أموالهم ، فلو بقوا بعد هذا أيضا مسيحيين يقتلون ويسلب أموال النساء الشرائف ويجلين من الأوطان ، ويؤخذ المسيحيون الباقون عبيدا ويحبسون ويلقى في أرجلهم سلاسل ويستعملون في أمور الدولة. التاسع : في عهد السلطان أريلين ، وكان ابتداؤه سنة ٢٧٤ وصدر أمره ، لكن ما قتل فيه كثير لأن السلطان قد قتل. والعاشر : في سنة ٣٠٢ ، وامتلأت الأرض شرقا وغربا في هذا القتل وأحرقت بلدة فريجيا كلها دفعة واحدة ، بحيث لم يبق فيها أحد من المسيحيين. فهذه الوقائع لو كانت صادقة كما يدعون لا يتصوّر فيها كثرة النسخ ولا محافظة الكتب كما ينبغي ، ولا تصحيحها ولا تحقيقها ، ويكون للمحرّفين في أمثال هذه الأوقات مجال كثير للتحريف. وقد عرفت في جواب المغالطة الأولى أن الفرق الكثيرة المبتدعة من المسيحيين قد كانوا في القرن الأول وكانوا يحرّفون.
الأمر الثامن : أراد السلطان ديوكليشين أن يمحو وجود الكتب المقدسة لهم عن صفحة العالم ، واجتهد في هذا الباب وأمر في سنة ٣٠٣ بهدم الكنائس وإحراق الكتب وعدم اجتماع المسيحيين للعبادة. فهدمت الكنائس وأحرق كل كتاب حصل له بالجدّ التامّ. ومن أبى أو ظنّ أنه أخفى كتابا عذّب عذابا شديدا. وامتنعوا عن الاجتماع للعبادة ، كما هو مصرّح به في تواريخهم. وقال لاردنر في الصفحة ٥٢٢ من المجلد السابع من تفسيره : «صدر أمر ديوكليشين في شهر مارج من السنة التاسعة عشر من جلوسه أن يهدم الكنائس ويحرق