اليهود المعاصرون للمسيح عليهالسلام يؤذونه ويريدون قتله لأجل عدم تعظيم السبت وكان هذا أيضا من أدلة إنكارهم. الآية السادسة عشر من الباب الخامس من إنجيل يوحنّا هكذا : «ومن أجل ذلك طرد اليهود عيسى وطلبوا قتله لأنه كان قد فعل تلك الأشياء يوم السبت». الآية السادسة عشر من الباب التاسع من إنجيل يوحنّا هكذا : «فقال بعض الفريسيين : إن هذا الرجل ليس من عند الله لأنه لا يحافظ على السبت» إلخ ...
وإذا علمت هذا ، فأقول : إن مقدّسهم بولس نسخ هذه الأحكام التي مرّ ذكرها في المثال السابع والثامن والتاسع ، وبيّن أن هذه الأشياء كلها كانت إضلالا ، في الباب الثامن من رسالته إلى أهل قولاسايس : «فلا يدينكم أحد بالمأكول أو المشروب أو بالنظر إلى الأعياد أو الأهلّة أو السبوت ١٧ فإن هذه الأشياء ظلال للأمور المزمعة بالإتيان ، وأما الجسد فإنه للمسيح». في تفسير دوالي ورجرد مينت ذيل شرح الآية السادسة عشر هكذا : «قال بركت وداكتر وتبي : «كانت (أي الأعياد) في اليهود على ثلاثة أقسام في كل سنة سنة وفي كل شهر شهر وفي كل أسبوع أسبوع فنسخت هذه كلها في يوم السبت أيضا ، وأقيم سبت المسيحيين مقامه». وقال يشب هارسلي ذيل شرح الآية المذكورة : «زال سبت كنيسة اليهود وما مشى المسيحيون في عمل سبتهم على رسوم طفولية الفريسيين». انتهى. وفي تفسير هنري واسكات : «إذ نسخ عيسى شريعة الرسومات ليس لأحد أن يلزم الأقوام الأجنبية بسبب عدم لحاظها. قال ياسوبر وليا : فإنه لو كانت محافظة يوم السبت واجبة على جميع الناس وعلى جميع أقوام الدنيا لما أمكن نسخها قطّ ، كما نسخت الآن حقيقة ، ولكان يلزم على المسيحيين أن يحافظوه طبقة بعد طبقة ، كما فعلوا في الابتداء لأجل تعظيم اليهود ورضاهم». انتهى. وما ادّعى مقدّسهم بولس من كون الأشياء المذكورة إضلالا لا يناسب عبارة التوراة لأن الله بيّن علّة حرمة الحيوانات بأنها «نجسة فلا بدّ أن تكونوا مقدّسين لأني قدّوس» ، كما هو مصرّح به في الباب الحادي عشر من سفر الأحبار ، وبيّن علّة عيد الفطير «بأني أخرج جيوشكم من أرض مصر فاحفظوا هذا اليوم إلى أجيالكم سنّة إلى الدهر» ، كما هو مصرّح به في الباب الثاني عشر من سفر الخروج ، وبيّن علّة عيد الخيام هكذا : «لتعلم أجيالكم أني أجلست بني إسرائيل في الخيام إذ أخرجتهم من أرض مصر» ، كما هو مصرّح به في الباب الثالث والعشرين من سفر الأحبار ، وبيّن في مواضع متعدّدة علّة تعظيم السبت «بأن الربّ خلق السماء والأرض في ستّة أيام واستراح في اليوم السابع من عمله».
العاشر : حكم الختان كان أبديا في شريعة إبراهيم عليهالسلام ، كما هو مصرّح به في الباب السابع عشر من سفر التكوين. ولذلك بقي هذا الحكم ، في أولاد إسماعيل وإسحاق