الفرقة المسيحية بمنزلة المستحبّات الدينية ، كما ستعلم إن شاء الله في القول السادس من الهداية الثالثة من الباب الثاني. وكان أرجن من الذين أفتوا بجواز جعل الكتب الكاذبة ونسبتها إلى الحواريين والتابعين أو إلى قسّيس من القسّيسين المشهورين ، كما هو مصرّح في الحصة الثانية من الباب الثالث من تاريخ كليسيا المطبوع سنة ١٨٤٨ لوليم ميور بلسان أردو. فأيّ اعتماد على نقل هذا المفتي ، وإني قد رأيت بعيني الأقوال الكاذبة التي نسبت إليّ في المباحثة التي طبعها القسّيس النبيل بعد التحريف التامّ في بلد أكبرآباد. ولذلك احتاج السيد عبد الله الذي كان من متعلّقي الدولة الإنكليزية ، وكان من حضّار محفل المناظرة ، وكان ضبطها بلسان أردو أولا ثم بالفارسي وطبعهما في أكبرآباد ، إلى أن كتب محضرا وزيّنه بخواتيم المعتبرين وشهاداتهم مثل قاضي القضاة محمد أسد الله والمفتي محمد رياض الدين والفاضل الأمجد علي وغيرهم من أراكين الدولة الإنكليزية وأهل البلدة. وأما ثانيا : فلأن هذا القول ليس بصحيح في نفس الأمر لأن سلسوس كان يصيح في القرن الثاني (إن المسيحيين بدّلوا أناجيلهم ثلاث مرّات أو أربع مرّات ، بل أزيد منها تبديلا كأن مضامينها أيضا بدّلت). وكذا فاستس من علماء فرقة ماني كيز كان يصيح في القرن الرابع (بأن هذا الأمر محقّق أن هذا العهد الجديد ما صنّفه المسيح ولا الحواريّون ، بل صنّفه رجل مجهول الاسم ، ونسب إلى الحواريين ورفقائهم خوفا من أن لا يعتبر الناس تحريره ظانّين أنه غير واقف على الحالات التي كتبها وآذى المريدين لعيسى إيذاء بليغا بأن ألّف الكتب التي توجد فيها الأغلاط والتناقضات). انتهى. كما ستعرف في الهداية الثانية من الباب الثاني.
القول السابع : في الصفحة ١٠٥ : «ما عبد نبيّ العجل وعبده هارون فقط مرة واحدة لأجل خوف اليهود ، وهو ما كان نبيّا بل كاهنا فقط ورسول موسى». وهذا مخدوش بوجهين أيضا : أما أولا ، فلأن هذا الجواب غير تامّ لأن صاحب الاستفسار اعترض بعبادة العجل وعبادة الأوثان معا ، لكن القسّيس سكت عن الجواب عن اعتراض عبادة الأوثان وما تكلّم فيه بشيء لأنه عاجز فيه يقينا. كيف لا وان سليمان عليهالسلام قد ارتدّ في آخر عمره وكان يعبد الأصنام بعد الارتداد وبنى لها معابد ، كما هو مصرّح في الباب الحادي عشر من سفر ملوك الأول. وأما ثانيا : فلأن قوله ما كان نبيّا باطل ، كما سيجيء في بيان حال هارون عليهالسلام في الباب السادس إن شاء الله تعالى.
القول الثامن : نقل القسّيس النبيل في الصفحة ١٢٥ قول أكستاين هكذا : «تحريف الكتب المقدسة ما كان ممكنا في زمان ما ، لأنه لو أراد أحد هذا الأمر فرضا ، علم في ذلك الوقت بالنظر إلى النسخ التي كانت موجودة بالكثرة ومشهورة من القديم وترجمت الكتب المقدسة بألسنة ، فلو غيّر وبدّل أحد فيها بسبب ما ظهر في ذلك الوقت». انتهى. هذا