رأسا وتعصّبه). وفي الصفحة ٥٦ : (بيانه ساقط عن الاعتبار وباطل محض وعاطل). ثم قال في تلك الصفحة : (هذا انتهاء التعصّب والكفر). وفي الصفحة ٨٧ : (الأمر الذي جعل العقل حاكما غير معقول محض وحيلة وحوالة). هذه الألفاظ كلها في حق الفاضل السيد هادي علي الذي كان سلطان لكهنو يعظّمه أيضا. وأما الألفاظ التي كتب في حق الفاضل الذكي آل حسن صاحب الاستفسار فمنها في الصفحة ١١٧ من حلّ الإشكال : (هو يكون في الفهم أنقص من الوثني قائد الملّة وفي الكفر أزيد من هؤلاء اليهود). وفي الصفحة ١١٨ : (فالآن جناب الفاضل يكتب في الصفحة ٥٩٢ من غاية الكفر وعدم المبالاة). وفي الصفحة ١٢٠ : (الإنصاف والإيمان كلاهما غائبان عن قلب جناب الفاضل). وكتب في آخر مكاتيبه في حق الفاضل الممدوح لفظ الفرار. وهذا اللفظ أيضا قبيح عنده يشكر منه لو صدر عن الغير في حقه. وإن قال هذا القسّيس : إني قلت هذه الألفاظ في حق الفاضل الممدوح لأنه صدر عن قلمه ألفاظ غير ملائمة في حق الأنبياء الإسرائيلية عليهمالسلام ، قلت : هذا تغليط محض ، لأن الفاضل الممدوح قد صرّح في مواضع كثيرة من كتابه أنه أورد هذه الألفاظ في الدلائل الإلزامية في مقابلة تقريرات القسّيسين وإيراداتهم ، إلزاما أنه يلزم عليكم هكذا أيضا ، وهو بريء من سوء الاعتقاد بالنسبة إلى الأنبياء عليهمالسلام ومن شاء فليرجع إلى كتابه فيجد ما قلت له في الصفحة ٨ و ١٧٧ و ٥٥٨ و ٥٩٤ و ٦٠٤ وغيرها من النسخة المطبوعة سنة ١٨٦١ من الميلاد وفي الصفحة ٨٩ من حلّ الإشكال في حق جميع أهل الإسلام (المحمديون معتقدون بالوسوسة العظيمة والأقوال الباطلة الكثيرة).
ووقعت بين هذا القسّيس النبيل وبين الحكيم الفطين المكرّم محمد وزير خان ، بعد رجوعي إلى دهلي ، مناظرة تحريرية ، وطبعت هذه المناظرة سنة ١٨٥٤ من الميلاد في أكبرآباد ، فكتب القسّيس النبيل إليه في المكتوب الثاني الذي كتبه ٢٩ مايس سنة ١٨٥٤ هكذا : «لعل جنابكم أيضا داخلون في زمرتهم ـ أي زمرة الدهريين ـ كما يوجد في الملّة الإسلامية أناس هم محمديّون في الظاهر ودهريّون في الباطن». فكتب الحكيم الممدوح في جوابه أمورا منها هذان الأمران أيضا : «قد اعترفتم في المجمع العامّ أن أحكام التوراة منسوخة ، وسلّمتم في المجتمع المذكور التحريف في سبعة أو ثمانية مواضع ، واعترفتم في ثلاثين أو أربعين ألف موضع في النسخ المتعدّدة بسهو الكاتب الذي دخلت بسببه الفقرات من الحاشية في المتن وخرجت الفقرات الكثيرة منه وبدّلت الفقرات. فأيّ مانع أن يقال لأجل ذلك لكم إنكم تعتقدون قلبا أن الدين العيسوي باطل؟ وتعلمون أيضا أن كتبكم المقدسة منسوخة ومحرّفة ولا اعتبار لها عندكم أصلا ، لكنكم لأجل الطمع الدنيوي فقط متمذهبون بهذا المذهب في الظاهر وحامون لهذه الكتب المحرّفة ، أو يظن لأجل أنكم كنتم من مريدي