ولا يطابق قولان من هذه الأقوال. ومن لم يتأمل في هذا الأمر في حين من الأحيان يفهم أن هذا الأمر العجيب في غاية الأشكال ، لكن الظاهر أن المؤرخين المقدسين لم يريدوا في حين من الأحيان أن يكتبوا التاريخ بالنظم ، ولا يمكن الآن لأحد أن يعلم العدد الصحيح». انتهى كلام چارلس روجر. فظهر من كلامه أن معرفة الصحيح الآن محال جدا ، وأن المؤرخين من أهل العهد العتيق أيضا كتبوا ما كتبوا رجما بالغيب ، وأن الرائج العام في اليهود يخالف الرائج العام في المسيحيين. فأنصف أيها اللبيب أنه لو فهمت مخالفة القرآن المجيد لتاريخ من تواريخهم المقدسة التي حالها كما عرفت لا نشك لأجل هذه المخالفة في القرآن. لا والله. بل نقول أن مقدسيهم غلطوا وكتبوا ما كتبوا ، سيما إذا لاحظنا تواريخ العالم جزمنا أن تحرير مقدسيهم في أمثال هذه الأمور ليس له إلا تربة الظن والتخمين. ولذلك لا نعتمد على هذه الأقوال الضعيفة.
قال العلّامة تقي الدين أحمد بن المقريزي في المجلد الأول من تاريخه ناقلا عن الفقيه الحافظ أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم : «وأما نحن ـ يعني أهل الإسلام ـ فلا نقطع على علم عدد معروف عندنا. ومن ادّعى في ذلك سبعة آلاف سنة أو أكثر أو أقل فقد