وصفاته عن كتب العهدين ، وأكتفي على نقل هذه الاختلافات. لأن المعترضين ، هداهم الله تعالى ، وإن جاوزوا فيها حد الأدب لكن هذه المجاوزة أقل من المجاوزة التي توجد في كلامهم عند التشنيع على الأنبياء عليهمالسلام ، سيما وقت التشنيع على مريم وعيسى عليهماالسلام ، كما ستعرفه في الاختلاف الرابع والعشرين من القول الذي أنقله طردا وإنما نقلت هذه الاعتراضات لتحصل البصيرة للناظر أن اعتراضات علماء پروتستنت على الأحاديث النبوية أضعف من اعتراضات أبناء صنفهم على مضامين كتبهم المقدسة. وما نقلتها لأجل أنها مستحسنة عندي بل أتبرأ من أكثر خرافات الفريقين. ونقل الكفر ليس بكفر.
١ ـ الآية الثامنة من الزبور المائة والخامس والأربعين هكذا : «الرب حنان رحوم بطيء عن الغضب وعظيم النعمة». والآية التاسعة عشر من الباب السادس من سفر صموئيل الأول هكذا : «وضرب الرب من أهل بيت شمس لأنهم رأوا تابوت الرب وضرب من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين». فانظروا إلى شدّة رحمته وبطء غضبه ، أنه قتل خمسين ألف رجل وسبعين من قومه الخاص على خطأ خفيف.
٢ ـ الآية العاشرة من الباب الثاني والثلاثين من سفر الاستثناء هكذا : «وجده في الأرض القفر في المكان المخيف والبرية المتسعة طاف به وعلمه وحفظه مثل حدقه عينه». وفي الباب الخامس والعشرين من سفر العدد : «٣ وقال الله لموسى : انطلق برؤساء الشعب كلهم واصلبهم قدام الله تلقاء الشمس ، فترتد شدة غضبي عن إسرائيل ٩ وكان من مات أربعة وعشرون ألفا من البشر». فانظروا إلى حفظه الشعب مثل حدقة عينه ، أنه أمر موسى بصلب رؤساء الشعب كلهم وأهلك منهم أربعة وعشرين ألفا.
٣ ـ الآية الخامسة من الباب الثامن من سفر الاستثناء هكذا : «أحسب في قلبك أنه كما أن الرجل يؤدب ابنه كذلك أدبك الرب إلهك». والآية الثانية والثلاثون من الباب الحادي عشر من سفر العدد هكذا : «واللحم إلى هذا الحين كان بين أسنانهم ولم يفرغوا من أكله فإذا غضب الرب اشتد على الشعب فضربه ضربة عظيمة جدا». فانظروا إلى تأديبه كتأديبه الأب ابنه أن هؤلاء المفلوكين لما حصل لهم اللحم وشرعوا في الأكل ضربهم ضربة عظيمة.
٤ ـ في الآية الثامنة عشر من الباب السابع من كتاب ميخا في حق الله هكذا : «إنه مريد الرحمة». وفي الباب السابع من سفر الاستثناء في حق سبعة شعوب عظيمة هكذا : «٢ يسلمهم الرب إلهك فاضربهم حتى أنك لا تبقى منهم بقية فلا تواثقهم ميثاقا ولا ترحمهم ١٦ فتبتلع الشعوب جميعهم الذين الرب إلهك يعطيك إياهم فلا تعف عنهم عيناك». إلخ فانظروا