اختلافا عظيما في أكثر المواضع. ولو قطعنا النظر عن الاختلاف ، ففيهما غلط آخر وهو أنهما اتفقا في حاصل الجمع ، وقالا : الذين جاءوا من بابل إلى أورشليم ، بعد ما أطلقوا من أسر بابل ، اثنان وأربعون ألفا وثلاثمائة وستّون شخصا. ولا يخرج الحاصل بهذا القدر لو جمعنا لا في كلام عزرا ولا في كلام نحميا ، بل حاصل الجمع في الأول ٢٩٨١٨ ، وفي الثاني ٣١٠٨٩. والعجب أن هذا الجمع الاتّفاقي أيضا غلط على تصريح المؤرّخين. قال يوسيفس في الباب الأول من الكتاب الحادي عشر من تاريخه : «إن الذين جاءوا من بابل إلى أورشليم اثنان وأربعون ألفا وأربعمائة واثنان وستّون شخصا». انتهى. قال جامعو تفسير هنري واسكات ذيل شرح عبارة عزرا : «وقع فرق كثير في هذا الباب ، والباب السابع من كتاب نحميا من غلط الكتاب ، ولمّا ألّفت الترجمة الإنكليزية صحّح كثير منه بمقابلة النسخ ، وفي الباقي تعيّن الترجمة اليونانية في شرح المتن العبري». انتهى. فانظر أيها اللبيب ، هذا حال كتبهم المقدسة. إنهم في صدد التصحيح الذي هو في الحقيقة التحريف من القرون ، لكن الأغلاط باقية فيها. والإنصاف ان هذه الكتب غلط من الأصل ، ولا تقصير للمصحّحين غير هذا أنهم ، إذا عجزوا ، ينسبون إلى الكاتبين اللذين هم برآء من هذا. ومن تأمّل الآن في هذين البابين وجد الاختلافات والأغلاط أزيد من عشرين ولا أعلم من حال الغد أنهم كيف يفعلون وكيف يحرّفون.
٤٣ ـ في الآية الثانية من الباب الثالث عشر من السفر الثاني من أخبار الأيام ، أن أم أبيا ميخيا بنت أوربابل من جبعة ، ويعلم من الآية العشرين من الباب الحادي عشر من السفر المذكور أن أمه معخا بنت أبي شالوم. ويعلم من الآية السابعة والعشرين من الباب الرابع عشر من سفر صموئيل الثاني أنه ما كان لأبي شالوم إلّا بنت واحدة اسمها ثامار.
٤٤ ـ يعلم من الباب العاشر من كتاب يوشع أن بني إسرائيل لمّا قتلوا سلطان أورشليم كانوا تسلّطوا على ملكه ، ومن الآية الثالثة والستّين من الباب الخامس عشر من الكتاب المذكور أنهم ما كانوا تسلّطوا على مملكة أورشليم.
٤٥ ـ يعلم من الآية الأولى من الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثاني أن الله ألقى في قلب داود أن يعدّ بني إسرائيل ، ويعلم من الآية الأولى من الباب الحادي والعشرين من السفر الأول من أخبار الأيام أن الملقى كان الشيطان. ولمّا لم يكن الله خالق الشرّ عندهم لزم الاختلاف القوي.
الاختلاف السادس والأربعون إلى الاختلاف الحادي والخمسين : من قابل بيان نسب المسيح الذي في إنجيل متّى بالبيان الذي في إنجيل لوقا وجد ستّة اختلافات : ١ ـ يعلم من