الاختلاف والاختلاف السابق عليه في الصفحة ٢٧٥ و ٢٧٦ من المجلد الرابع من تفسيره المطبوع سنة ١٨٢٢ من الميلاد : «لا تخرج صورة ما من التطبيق في هذه الأحوال».
٥٦ ـ كتب متّى في الباب الثامن أولا شفاء الأبرص بعد وعظ الجبل ، ثم شفاء عبد قائد المائة بعد ما دخل عيسى عليهالسلام كفر ناحوم ، ثم شفاء حماة بطرس. وكتب لوقا في الباب الرابع أولا شفاء حماة بطرس ، ثم في الباب الخامس شفاء الأبرص ، ثم في الباب السابع شفاء عبد قائد المائة. فأحد البيانين غلط.
٥٧ ـ أرسل اليهود الكهنة واللّاويين إلى يحيى ليسألوه من أنت؟ فسألوه وقالوا : أأنت إيلياء؟ فقال : لست أنا بإيلياء ، كما هو مصرّح في الباب الأول من إنجيل يوحنّا ، وفي الآية الرابعة عشر من الباب الحادي عشر من إنجيل متّى قول عيسى في حق يحيى عليهماالسلام هكذا : «وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيلياء المزمع أن يأتي». وفي الباب السابع عشر من إنجيل متّى هكذا : «١٠ سأله تلاميذه قائلين فلما ذا يقول الكتبة إن إيلياء ينبغي أن يأتي أولا؟ ١١ فأجاب يسوع وقال لهم : إن إيلياء يأتي أولا ويردّ كل شيء ، ١٢ ولكني أقول لكم : إن إيلياء قد جاء ولم يعرفوه ، بل عملوا به كل ما أرادوا. كذلك ابن الإنسان أيضا سوف يتألم منهم ، ١٣ حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنّا المعمدان». فعلم من العبارتين أن يحيى هو إيلياء الموعود. فلزم التناقض في قول يحيى وعيسى عليهماالسلام (١).
ولنمهّد لبيان الملازمة أربعة أمور :
الأول : إن يواقيم بن يوشيا لمّا أحرق الصحيفة التي كتبها باروخ من فم أرميا عليهمالسلام نزل الوحي إلى أرميا هكذا : «الربّ يقول في ضدّ يواقيم ملك يهوذا إنه لا يكون منه جالس على كرسي داود». كما هو مصرّح في الباب السادس والثلاثين من كتاب أرميا. والمسيح عندهم لا بدّ أن يكون جالسا على كرسي داود. ونقل لوقا أيضا في الباب الأول من إنجيله قول جبريل لمريم عليهماالسلام في حق عيسى عليهالسلام : «ويعطيه الربّ الإله كرسي داود أبيه».
الثاني : إن مجيء المسيح كان مشروعا بمجيء إيلياء قبله ، وكان من إنكار اليهود عيسى عليهالسلام أن إيلياء ما جاء ومجيئه أولا ضروري ، وقد سلّم عيسى عليهالسلام أيضا أن إيلياء يجيء أولا ، لكنه قال : إنه قد جاء ولم يعرفوه ، وإيلياء أيضا قد أنكر أني لست بإيلياء.
__________________
(١) لو تدبّر أحد في كتبهم لما أمكن له الإذعان بكون عيسى مسيحا موعودا صادقا.