عليها الإنكليز كثيرة الوجود فمن شكّ فليطابق النقل بأصله.
الأمر الرابع : إن صدر عن قلمي في موضع من المواضع لفظ يوهم بسوء الأدب بالنسبة إلى كتاب من كتبهم المسلمة عندهم أو إلى نبيّ من الأنبياء عليهمالسلام ، فلا يحمل الناظر على سواء اعتقادي بالنسبة إلى الكتب الإلهية والأنبياء عليهمالسلام ، لأن إساءة الأدب إلى كتاب من كتب الله أو إلى نبيّ من الأنبياء عليهمالسلام من أقبح المحذورات عندي ، أعاذني الله وجميع أهل الإسلام منها. لكن لمّا لم يثبت كون الكتب المسلمة عندهم المنسوبة إلى الأنبياء بحسب زعمهم كتبا إلهامية ، بل ثبت عكسه ، وثبت أن بعض مضامين هذه الكتب يجب على كل مسلم أن ينكره أشدّ الإنكار ، وثبت أن الغلط والاختلاف والتناقض والتحريف واقعة فيها جزما ، فإني معذور في أن أقول إن هذه الكتب ليست كتبا إلهية ، وان أنكر بعض القصص مثل ان لوطا شرب الخمر وزنى بابنتيه وحملتا بالزنا منه ، وان داود عليهالسلام زنى بامرأة أوريا وحملت بالزنا منه ، وأشار إلى أمير العسكر لأن يدبّر أمرا يقتل به أوريا ، فأهلكه بالحيلة وتصرّف في زوجته ، وان هارون صنع عجلا وبنى له مذبحا فعبده هارون مع بني إسرائيل وسجدوا له وذبحوا الذبائح أمامه ، وان سليمان ارتدّ في آخر العمر وعبد الأصنام وبنى المعابد لها ولا يثبت من كتبهم المقدسة أنه تاب بل الظاهر أنه مات مرتدّا مشركا. فإن هذه القصص وأمثالها يجب علينا أن ننكرها ونقول إنها غير صحيحة جزما ، ونعتقد اعتقادا يقينيا أن ساحة النبوّة بريئة من أمثال هذه الأمور القبيحة ، وكذا معذور في أن أقول للغلط إنه غلط. وهكذا فلا يناسب لعلماء بروتستنت أن يشكّوا في هذا الباب. ألا يرون إلى أنفسهم كيف يتجاوزون الحدّ في مطاعنهم على القرآن المجيد والأحاديث النبوية والنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وكيف يصدر عن أقلامهم ألفاظ غير ملائمة! لكن الإنسان لا يرى عيب نفسه ولو كان عظيما ويتعرّض لعيب غيره ولو كان صغيرا ، إلّا من فتح الله عين بصيرته. ولنعم ما قال المسيح عليهالسلام : «لما ذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟ أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك؟ يا مرائي أخرج أوّلا الخشبة من عينك ، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك» كما هو مصرّح في الباب السابع من إنجيل متّى.
الأمر الخامس : قد تخرج كلمة تثقل على المخالف. ألا ترى أن المسيح عليهالسلام كيف خاطب الكتبة والفريسيين مشافهة بهذه الألفاظ؟ : «ويل لكم أيّها الكتبة والفريسيون المراءون ، وويل لكم أيّها القادة العميان ، وأيّها الجهّال العميان ، وأيّها الفريسي الأعمى ،