أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال له : أنطأ في الجنة؟ قال «نعم ، والذي نفسي بيده دحما دحما (١) ، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا».
وقال الطبراني : حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي ، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي حدثنا معلى بن عبد الرّحمن الواسطي ، حدثنا شريك عن عاصم الأحول عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا».
وقال أبو داود الطيالسي : أخبرنا عمران عن قتادة عن أنس قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا في النساء ، قلت : يا رسول الله ويطيق ذلك؟ قال : يعطى قوة مائة» (٢) ورواه الترمذي من حديث أبي داود وقال : صحيح غريب. وروى أبو القاسم الطبراني من حديث حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟ قال : «إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء» قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي : هذا الحديث عندي على شرط الصحيح والله أعلم.
وقوله : (عُرُباً) قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : يعني متحببات إلى أزواجهن ، ألم تر إلى الناقة الضبعة (٣) هي كذلك ، وقال الضحاك عن ابن عباس : العرب العواشق لأزواجهن وأزواجهن لهن عاشقون ، وكذا قال عبد الله بن سرجس ومجاهد وعكرمة وأبو العالية ويحيى بن أبي كثير وعطية والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم ، وقال ثور بن يزيد عن عكرمة قال : سئل ابن عباس عن قوله : (عُرُباً) قال : هي الملقة لزوجها. وقال شعبة عن سماك عن عكرمة : هي الغنجة. وقال الأجلح بن عبد الله عن عكرمة : هي الشكلة ، وقال صالح بن حيّان عن عبد الله بن بريدة في قوله : (عُرُباً) قال : الشكلة بلغة أهل مكة والغنجة بلغة أهل المدينة ، وقال تميم بن حذلم : هي حسن التبعل. وقال زيد بن أسلم وابنه عبد الرّحمن : العرب حسنات الكلام وقال ابن أبي حاتم ذكر عن سهل بن عثمان العسكري ، حدثنا أبو علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (عُرُباً) ـ قال ـ كلامهن عربي».
وقوله : (أَتْراباً) قال الضحاك عن ابن عباس : يعني في سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة ، وقال مجاهد : الأتراب المستويات ، وفي رواية عنه الأمثال ، وقال عطية الأقران وقال السدي
__________________
(١) دحمة : دفعه شديدا ، ودحم المرأة : نكحها بدفع وقوة.
(٢) أخرجه الترمذي في الجنة باب ٦.
(٣) ضبعت الناقة : أي اشتهت الفحل.