وذكره الشيخ يوسف البحراني (١) عند ذكر مشايخ المولى محمد باقر المجلسي ، قائلا :
«ومنهم المحدّث القاساني محمّد بن مرتضى المدعوّ بمحسن ؛ وهذا الشيخ كان فاضلا محدّثا أخباريّا صلبا كثير الطعن على المجتهدين ، ولا سيّما في رسالته سفينة النجاة ، حتّى يفهم منها نسبة جمع من العلماء إلى الكفر ـ فضلا عن الفسق ـ مثل إيراده آية : (يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا) ، أي (وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ) [١١ / ٤٢] ؛ وهو تفريط وغلوّ بحت ، مع أنّ له من المقالات التي جرت على مذهب الصوفيّة والفلاسفة ما يكاد يوجب الكفر ـ والعياذ بالله ـ مثل ما يدلّ في كلامه على القول بوحدة الوجود ، وقد وقفت له على رسالة قبيحة صريحة في القول بذلك ...».
سيرته العلمية
[مضى القول بأنّه ـ قدسسره ـ كان جامعا للعلوم العقلية والنقلية ومن مصاديق الحديث المعروف : «من علم وعمل بما علم ، ورّثه الله علم ما لم يعلم» ؛ تشهد بذلك كتبه القيّمة المصنّفة في شتّى المجالات:
فهو فقيه أخباريّ (٢) ، كما قال صاحب لؤلؤة البحرين :
«كان فاضلا محدّثا أخباريّا صلبا كثير الطعن على المجتهدين».
وقد صنّف في انتصار مذهبه كتابين ـ سفينة النجاة والاصول الأصلية ـ على أنّه لم يفوّت أيّة مناسبة في تبيين مرامه والتحامل على المجتهدين (٣) ، ولذلك أيضا لقى معاناة مخالفيه كما أشار إليه فيما نقلناه من رسالة شرح الصدر :
__________________
(١) ـ لؤلؤة البحرين : ١٢١ ـ ١٣١.
(٢) ـ ذكر المغفور له السيد محمد مشكاة ـ ره ـ الفتاوى النادرة التي خالف الفيض فيها اجماع الفقهاء في مقدمة المحجة البيضاء ١ / ٣٤ ـ ٣٨ و ٤ / ١٦ ـ ١٧.
(٣) ـ مثل جاء في : قرة العيون : ٤٤٠ ـ ٤٤٤. الكلمات المكنونة ٢١٧ ـ ٢٢٨. الحقائق : ١٥ ـ ٢١.
الوافي : ١ / ١٣ ـ ١٨. المحجة البيضاء : ١ / ٤٩ ـ ٥٢ ، وغيرها.