«وكذلك جمع من أرباب العمائم المدّعين للاجتهاد والعلوم الشرعية انصرفوا ...»(١)وهو شاعر مفلق يشهد لذلك ديوان أشعاره الذي جمع فيه زهاء ١٣٠٠٠ بيت.
ومحدّث نحرير ؛ وقد قلنا أنّه أحد المحمّدين الثلاثة الأواخر.
وحكيم إلهي وعارف ربّاني ، يشهد بذلك كتبه ورسائله المصنّفة في الحكمة المتعالية.
وكل من هذه المقامات جدير بالتحقيق والتدقيق وللكلام فيها مجال رحب ، ينبغي أن يؤلف فيها كتاب مستقل يعالج مختلف جوانب سيرته العلمية والعملية ، وذلك خارج عن نطاق هذه المقدمة.
ولكن يجدر بنا ـ حيث أنّ هذا الكتاب كتاب كلامي حكمي ـ أن نتفحّص قليلا في هذا المجال وحول مواضيع هذا الكتاب.
[فمن الواضح أنّ المؤلف من أكبر تلامذة الحكيم الإلهي صدر الدين الشيرازي ـ قدسسره ـ فكان مستفيدا منه ومتأثّرا بآرائه وعارفا بفلسفته حقّا ، ولذلك أخذ يقرّر كلماته ومنهجه العلمي في كتبه ، ويسير بسيرته في مختلف المجالات.]
ولا غرو أن نقول : يمكن استفادة مطالب المولى صدرا من كتب الفيض في المعقول ـ مثل عين اليقين وعلم اليقين ـ بشكل أسهل من نفس كتب استاذه حيث أنّه نقّح المباحث والأدلة ، وحذف الأقوال والمباحثات مع ذويها ، وأتى باللّب الخالص مما قرّره استاذه ـ قدس سرّهما ـ.
__________________
(١) ـ شرح الصدر : ٦٩. وقال في رسالة الاعتذار : «... وفرقة من أرباب الرئاسة وأصحاب الغبطة والنفاسة ـ حاشاهم عن الحسد ـ كانوا يدعون الاجتهاد وانهم من أهل العدالة والاعتماد ، وكانوا يخرجون من البلد مع طائفة من الهمج الرعاع ، يصلون الجمعة في بعض القرى ... قد باض الشيطان وفرخ في صدورهم ودبّ ودرج في حجورهم ...».