وقد امتاز الفيض عن معاصريه بخاصّة ـ ولكلّ منهم ميزات ـ جعلته ينفرد عنهما عند الاعتبار ، وهو جامعيّته في العلم والتأليف والعمل ؛ فإنّه محدّث نحرير ، وفقيه فحل ، وحكيم إلهي ، ومتكلم شهير ، وشاعر مفلق ، وفوق هذا كلّه عارف عامل ذو نسك واجتهاد ، وقلّما يتّفق اجتماع هذه الخصوصيّات في شخص واحد ، و (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [٦٢ / ٤].
أسرة الفيض :
وامتاز بأنّه ولد ونشأ في أسرة عريقة وبيت حافل بالعلماء والمؤلّفين ، ولعله لم يتّفق لاسرة اخرى هذه المجموعة الممتازة ، فقد كان جدّه تاج الدين محمود ، وأبوه الشاه مرتضى ، وخاله نور الدين محمّد بن ضياء الدين ، وإخوان الفيض : محمّد مؤمن ، وعبد الغفور ، وضياء الدين محمّد ، وصدر الدين محمد ومرتضى بن مرتضى ؛ وأبناؤه : أبو حامد محمّد نور الهدى ، وأبو علي معين الدين أحمد ، ومحمّد بن محمّد علم الهدى ، وكذلك أحفاده ، كلهم من العلماء والمحدّثين والمؤلفين ـ على أنّه صاهر الحكيم الإلهي والعارف الربّاني الشهير المولى صدرا الشيرازي ـ رحمة الله عليهم أجمعين (١).
اسمه ونسبه :
اسمه ـ كما كتبه في أوائل كتبه ـ محمّد بن المرتضى المدعوّ بمحسن. وأبوه الشاه مرتضى بن الشاه محمود ولد سنة ٩٥٠ ه ـ وتوفى سنة ١٠٠٩ (٢) ه ـ في كاشان ، وبها قبره الشريف. وحيث أنّ الفيض ولد سنة ١٠٠٧ ه ـ فكان عند وفاة والده في الثانية من عمره الشريف.
__________________
(١) ـ لقد أشبع الكلام في هذا المضمار وفصّل القول فيه المرحوم آية العظمى المرعشي النجفي ـ قدسسره ـ في مقدمة كتاب معادن الحكمة : ٢٦ ـ ٦٣. راجع أيضا مقدمة ديوان الفيض : ١ / ٢١ ـ ٥٩.
(٢) ـ مقدمة معادن الحكمة : ١١.