المطبوعة ـ للمغفور له خانبابا مشار ـ أنّه طبع كذلك في سنة ١٣١١ و ١٣١٢ و ١٣١٣ أيضا ولم أعثر على هذه ؛ ومن البعيد جدّا إعادة طبع كتاب كهذا في ثلاث سنين تباعا. وعلى أيّ فالموجود عندي من طبعات الكتاب السابقة : الاولى فقط ؛ واستادا عليها ونسخة مخطوطة مصحّحة كتبت عن نسخة استنسخها نافلة المؤلف عن نسخة الأصل وصحّحها عليه نشرت الكتاب مرة في سنّة ١٤٠٠ ق. وأعادوا طبعه مصورة في بيروت بعد.
غير أني لم أكن راضيا عن هذا العمل لسببين :
١ ـ شهدت تهافتا كبيرا بين النسخة المطبوعة والمخطوطة ، ولم أتمكّن من توجيه ذلك بشكل مقبول.
٢ ـ لم أكن متمكّنا من طبع الكتاب بصورة مرضيّة يوم ذاك فصدر حسبما أمكن من التحقيق والطبع.
وبعد مضيّ سنوات ظفرت على نسخة الأصل من الكتاب كانت في مكتبة جامعة طهران فحصّلت على مصوّرة منها وكذا من مخطوطتين اخريين من الكتاب ، وبعد التأمّل فيها ومقابلة النسخ تبيّنت المسألة الاولى ، أي وجه الاختلاف الشديد بين نسخ الكتاب.
وذلك أنّ المؤلف ـ قدسسره ـ كان يعيد النظر في كتابه دائما طوال عمره الشريف ـ ابتداء من حين الفراغ عن التأليف وإلي آخر سنوات حياته التي تقرب من خمسين سنة ـ ويستدرك ما فاته أولا ويزيده في الهامش أو يحذف شيئا من المتن ويشطب عليه ، وأحيانا يكتب بدلا منه شيئا آخر في الهامش (١) ، وذلك مشهود في مخطوطته ، مكررا موردا وحجما ، حتى اضطرّ ـ قدسسره ـ إلى إضافة أوراق على الكتاب ليكتب عليها ما استدرك على الأول ، أو إسقاط أوراق من النسخة لزيادة ما أراد الشطب عليه من ورقة أو أوراق. وفي هذه المدة يستنسخ تلامذته وسائر المستنسخين الكتاب لأنفسهم ويكتبون عنه ،
__________________
(١) ـ واتفق في غير واحد من المواضع أن جدد النظر في المستدرك ثانيا وثالثا وحتى رابعا ، فأضاف شيئا أو زاد ، أو حذف المضاف بالمرّة ، ويرى القارئ مثال ذلك فيما أوردناه من صورة أوراق النسخة في آخر المقدمّة.