٣ ـ المولى محمد طاهر القمي.
ولم يذكر مصدرا لذلك ، فلعله عثر على إجازات منهم لصاحب الترجمة مما لم نقف عليها.
وأما ما أورده بعض من ترجم للمؤلف من أنّه «يروي عن أبيه الشاه مرتضى» فواضح البطلان بعد ما ثبت أنّ وفاة والده ـ قدسسره ـ كان في الثانية من عمر الفيض ، ولم يتمكّن من رؤيته حتّى في أيّام طفولته.
على أنّه من البعيد جدّا انحصار أساتذة المترجم له في هذه العدّة بعد ما كان له من العمر الطويل والرحلات الكثيرة ، فلا شك أنّه لقى خلال هذه الرحلات عدّة كبيرة من الأعلام وحضر في مجالسهم وسمع منهم ـ كما أشار إليه في رسالته شرح الصدر (١) ـ غير أنّا لا نتمكّن من الجزم في ذلك. فإنّه لما دخل أصبهان في المرّة الاولى والثانية كان هذا البلد حافلا بجمع من المشايخ المعروفين ، وفي طليعتهم السيد الداماد ـ مثلا ـ فمن البعيد أن لا يحضر مجلسه ولا يستفيد من دروسه ، غير أنّه لا يشير إلى شيء من ذلك في كتبه ولا يعظمه تعظيم الاستاذ عند ذكر اسمه (٢)
__________________
(١) ـ قال في شرح الصدر (ص ٦١) ما ترجمته : «وبالجملة سافرت مدة في البلاد متفحصا ، وطالبا للعلم والكمال من بواطن العباد ، وأينما اشير إلى أحد بأن عنده شيئا من الكمال ذهبت إليه سحبا على إلهام ـ لا مشيا على الأقدام ـ واستفدت منه بقدر التمكن والاستعداد ...».
(٢) ـ ورد في الوافي (١ / ٣٨٠) : «قال السيد الداماد تغمده الله بغفرانه في تفسير هذا الحديث ...» ثم قال : «أقول : فيه نظر ...». وفيه (١ / ٤٥٨) : «قال السيد الداماد (ره) ...» ثم قال : «أقول : ما ذكره خلاف الظاهر من الحديث ...».
فلو طابقنا هذا التعبير مع ما يعبر عنه في مثل المورد من صدر المتألهين نرى الفرق واضحا ، فقد أورد في الوافي (١ / ١١٤) : «وقال استاذنا رحمهالله ما محصله ...» ثم قال : «أقول : هذا تحقيق حسن ، إلا أن إرادته من الحديث بعيدة ...».