بعد الألف ، استكتبته من خط يده الشريفة وعرضته عليه في مروري على مطالبه سنة عشر ومائة بعد الألف ، وأنا عبد الله نافلته ابن صدر الشيرازي أبو محمد». وكتب على يسار الصفحة : «ثم دخل بالبيع الصحيح الشرعي وأنا الفقير إلى الله نافلة المصنف ابن صدر الشيرازي عبد الله».
غير أن التأمل فيما جاء في آخر الكتاب يعلن أن النسخة مكتوبة عن نسخة استكتبها وصحّحها نافلة المصنف عن نسخة الأصل ، والكاتب استنسخ جميع ما كانت مكتوبة على النسخة وظهرها ، حتى سواد ما كتبه مصحّحه نافلة المصنف عليها. فقد جاء في آخر النسخة الموجودة :
«قد وقع الفراغ من تحرير هذه الأوراق بعون الله الخالق الرزاق في اليوم السابع من الربيع الثاني أو ربيع المولود من السنة العاشرة من العقد الثامن من المائة الثانية من الألف الثاني. والحمد لله الموفّق على كل الامور ومنه المبدأ وإليه النشور ، والصلاة على سيدنا محمد وآله من اليوم إلى آخر الدهور. بلغ قبالا من أوله إلى آخره بحوله وقوّته».
وكتب في الهامش : «بسم الله الرحمن الرحيم وقع الفراغ من المرور على هذا الكتاب المستطاب وعرضه على أصله الشريف الذي بخط يد مصنّفه جدّي العلامة نوّر الله ضريحه بعد استكتابه منه سلخ شهر ربيع المولود سنة ستّ عشر ومائة بعد ألف ولله الحمد أولا وآخرا وأنا العبد نافلة المصنف ابن الصدر الشيرازي إبراهيم الملقب شرف الدين يدعى أبو محمد عفى الله عما جنى وجعل أخراه خيرا من الاولى ، ورزقه فهم ما استودع فيه من الأسرار ببركة متابعة الهداة الأبرار».
فكما ترى تاريخ الكتابة (١١٧٩) وتاريخ المقابلة المذكورة (١١١٦) ، أي (٦٥) سنين قبلها ؛ فمن الواضح أنّ هذه النسخة مكتوبة ومصحّحة على نسخة نافلة المصنّف ، لا أنها نفسها ، والكاتب استنسخ جميع ما كانت في النسخة المستنسخة عنها بدقة ، كما أن المستنسخ الأول استنسخ من نسخة المصنّف كذلك ، ولذا صارت هذه الموجودة كمبيضّة الأصل في المتن والهوامش وحتى الأشعار والأحاديث التي نقلناها عن ظهر النسخة. سوى ما حذفه المؤلف وشطب عليه في استدراكاته.