نعم باب الشَّفاعة من النَّبي والأئمة عليهمالسلام لبعض المذنبين باب آخر ، ولعل القول بالشَّفاعة في الجملة من ضروريات مذهب السلام (١).
وأيضاً نُعيد ما قلناه قريباً ، وإنِّه لو تنازلنا وأفترضنا أنَّ الشِّيعة تقول ذلك ، فهل يصح بهذا أنْ يقال [ بأنَّ ] التشيُّع أخذ من اليهودية أو [ أنَّ ] اليهودية ظهرت في التشيُّع؟.
وهل يحسن بعاقل أنْ يقول : أنّ أبا حنيفة أخذ فقهه من المجوس لأنَّه وافقهم في بعض الفروع في باب النكاح أو غيره (٢) ، ويعضد ذلك أنَّه فارسي
__________________
فيكم ما أنْ تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السَّماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ولنْ يتفرَّقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ». انظر : سنن الترمذي ٥ : ٦٦٢|٣٧٨٦ و ٦٦٣|٣٧٨٨ ، مسند أحمد ٣ : ١٧ و ٥ : ١٨١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٠٩ و ١٤٨ ، اُسد الغابة ٢ : ١٢.
واذا كان الشِّيعي من المتمسكين بهذا الحبل المتين ، ومن الاخذين بجنبة أهل هذا البيت الطاهر ، ومن المتمثِّلين لاوامرهم التي هي بالتالي عين أوامر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، المتلقاة من قبل الله تعالى ( وإنَّ هذا صِراطِي مُستَقيماً فَاتَّبِعُوه ولا تَتَّبِعُوا السُّْبلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَكُمْ تَتَّقُونَ ) فلماذا نشكلَ عليه هذَا الفضل ، وهذه الكرامة التي وعد بها.
(١) أُنظر : صحيح البخاري ١ : ٩٠ ( كتاب التيمم ) و ٨ : ٨٢ ( كتاب الدعوات ) ، صحيح مسلم ١ : ١٨٨ ( كتاب الايمان ، باب قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنا أوَّل الناس يشفع في الجنة ، وباب اختباء النبي صلىاللهعليهوآله دعوة الشَّفاعة لأُمَّته ) و ٤ : ١٧٨٢ ( باب تفضيل نبينا على جميع الخلائق ) ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤٠ ( كتاب الزهد ، باب ذكر الشَّفاعة ) ، موطأ مالك ١ : ٢١٢ ( كتاب القرآن ، باب ما جاء في الدعاء ) ، مسند أحمد ٢ : ٢٧٥ ، ٣١٣ ، ٣٩٦ ، ٤٠٩ ، ٤٢٦ ، ٤٣٠ ، ٤٨٦ ، و ٢ : ٣ ، ١٣٤ ، ٢٠٨ ، ٢١٨ ، ٢٥٨ ، ٢٧٦ ، ٢٩٢ ، ٣٨٤ ، ٣٩٦ ، و ٥ : ١٤٨.
(٢) راجع كتاب المبادئ العامة للفقه الجعفري صفحة ٣١٧ وما بعدها.