...................................................
__________________
إنَّ التشيع لاهل البيت عليهم السلام لا يقترن إلّا بالعمل الصّالح واتباع أوامر الله تعالى ، والانتهاء عن نواهيه ، ودون ذلك فلامعنن للتشيّع واقعاً إلاّ تسمية ، وهذه التسمية المجردة لا تغني عن الحق شيئاً ، ولاتعدو كونها انتحال من غير اتصاف.
نعم إنَّ ائمة أهل البيت عليهمالسلام قد بينوا ذلك بوضوح في أكثر من مناسبة ومكان ، من خلال العديد من الاخبار والروايات الصحيحة ، والتي سنحاول أنْ نورد البعض منها ليطلع عليها من انخدع ببريق كلمات هؤلاء الكتّاب دون الرجوع للتثبت من صحة ذلك الى كتب الشِّيعة نفسهم ، لا بالواسطة :
فقد روى الكليني في الكافي ( ٢ : ٧٣ ) بسنده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قوله لاصحابه : « لا تذهب بكم المذاهب ، فو الله ما شيعتنا إلاّ مَنْ اطاع الله عزَّ وجلَّ ».
وروى في موضع آخر ( ٢ : ٧٤ ) : بسنده عن جابر ، عن الامام محمَّد بن علي الباقر عليهالسلام قوله لجابر : « يا جابر ، أيكتفي من ينتحل التشيُّع أنْ يقول بحبنا أهل البيت؟! فو الله ما شيعتنا إلّا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يُعرفون ـ يا جابر ـ إلاّ : بالتواضع ، والتخشُع ، والأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصَوم ، والصَّلاة ، والبر بالوالدين ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القران ، وكف الالسن عن الناس ، إلا من خير ....
يا جابر ، فوالله ما يُتقرَّب إلى الله تبارك وتعالى إلّا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجة ، من كان الله مطيعأ فهو لنا ولي ، ومن كان الله عاصياً فهو لنا عدو ، ولا تنال ولاياتنا إلاّ بالعمل والورع».
وقوله عليهالسلام ( الكافي ٢ : ٧٥ ) : « ولله ما معنا من الله براءة ، ولا بيننا وبين الله قرابة ، ولا لنا على الله حجة ، ولا يُتقرب إلى الله إلاّ بالطاعة ، فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولاياتنا ».
أقول : هؤلاء ائمتنا وسادتنا وقادتنا ، بهم نهتدي ، وبنور علمهم نقتدي ، وهذا هو دينهم الذي ندين به ، وهو الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله ، بل وهذه هي أخلاقهم ليست بخافية على أحد ، فهل لاحد أنْ يقول ما يخالف ذلك إلاّ ان يكون مغرراً أو كاذباً. فاذا كنّا كشيعة نتلمَس خطا ائمة أهل البيت عليهم السلام ، ونتبع هداهم ، فانَّ ذلك الامر يعني بالتالي اتباع الخط الالهي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله من قِبَل الله تعالى باتباع الدليل الذي أمرنا به هو صلى الله عليه وآله باتباعه ، وحثنا على التمسُّك به دون تسمية غيره ، أو مجرد الاشارة اليه ، وإلى ذلك يشير بوضوح قوله صلى الله عليه وآله : « إنِّي تارك