عشر وصياً ، ذكرهم باسمائهم ، ومختصر من تراجمهم ، وبَسَطَ الكلام بعض البسط في الأئمة الاثني عشر. وقد طبع في إيران طبعة غير جيدة (١).
هذا ما ألَّفه العلماء في الإمامة ، لاقامة الأَدلة العقلية والنقلية عليها ، ولسنا بصدد شيء من ذلك ، نعم في قضية المهدي عليهالسلام قد تعلو نبرات الاستهتار والاستنكار من سائر فرق المسلمين ـ بل ومن غيرهم ـ على الإمامية في الإعتقاد بوجود إمام غائب عن الأَبصار ليس له أثر من الآثار ، زاعمين أنَّه رأي فائل ، وعقيدة سخيفة. والمعقول من إنكارهم يرجع إلى أمرين :
الأَوَّل : استبعاد بقائه طول هذه المدة التي تتجاوز الأَلف سنة ، وكأنَّهم ينسون أو يتناسون حديث عُمر نوح الذي لبث في قومه بنَّص الكتاب ألف سنة إلّا خمسين عاماً (٢) ، وأقل ما قيل في عمره : ألف وستمائة سنة ، وقيل أكثر إلى ثلاثة آلاف (٣).
وقد روى علماء الحديث من السنة لغير نوح ما هو أكثر من ذلك ، هذا النووي ـ وهو من كبار محدثيهم ـ يُحَدِّث في كتابه ( تهذيب الأسماء ) ما نصَّه : اختلفوا في حياة الخضر ونبوَّته ، فقال الأكثرون من العلماء : هو حي موجود بين أظهرنا ، وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة ، وحكاياتهم في رؤيته ، والاجتماع به ، والأَخذ عنه ، وسؤاله وجوابه ، ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تُحصى ، وأشهر من أن
__________________
(١) اُعيد طبعه في النَّجف الاشرف وايران مع بعض التصحيحات المهمة.
(٢) إشارة إلى قوله تعالى في الاية ( ١٤) من سورة العنكبوت ( وَلَقد أَرسَلنا نُوحاً إلى قَومِهِ فَلَبِثَ فيهِم ألفَ سَنَةٍ إلّا خمَسينَ عاماً ).
(٣) انظر : تفسير الكشَّاف للزمخشري ٣ : ٢٠٠ ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣ : ٤١٨ ، زاد المسير لابن الجوزي ٦ : ٢٦١.