وبرزت الجحيم لها كلب ولجب ، وقصيف رعد ، وتغيظ ووعيد ، تأجج جحيمها ، وغلا حميمها ، وتوقد سمومها ، فلا ينفس خالدها ، ولا تنقطع حسراتها ، ولا تقصم كبولها ، معهم ملائكة يبشرونهم بنزل من حميم وتصلية جحيم ، هم عن الله محجوبون ، ولأوليائه مفارقون ، وإلى النار منطلقون ، عباد الله اتقوا الله تقية من كنع فخنع ، ووجل فرحل ، وحذر فأبصر فازدجر فاحتث طلبا ، ونجا هربا وقدم للمعاد ، واستظهر بالزاد ، وكفى بالله منتقما ونصيرا وكفى بالكتاب خصما وحجيجا ، وكفى بالجنة ثوابا ، وبالنار عقابا ، وأستغفر الله لي ولكم ، هكذا نقله ابو نعيم الحافظ (١٠٧٤).
ذكر خطبة خطبها مرتجلا ليس فيها ولا فى موعظتها حرف الألف
اخبرنا المعمر ابو الحسن علي بن ابي عبد الله بن ابى الحسن الشيخ الصالح البغدادي بجامع دمشق سنه اربع وثلاثين وستمائة عن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين المالكي الصابوني ، اخبرنا ابو المعالي ثابت بن بندار بن ابراهيم البقال ، اخبرنا ابو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال في رجب سنة ٤٣٧ قال : قرأت على ابى الحسين احمد بن محمد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح سنة ٣٨٨ في منزله ، قلت له : حدثكم ابو علي العماري ، حدثني ابو عوسجة سبلجة بن عرفجة باليبرين من اليمن ، قال : حدثني ابى عرفجة بن عرفطة قال حدثني ابو الهراش جري بن كليب ، حدثني هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، قال حدثني أبي عن ابى صالح ، قال : جلس جماعة من اصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتذاكرون فتذاكروا الحروف وأجمعوا ان الألف اكثر دخولا في الكلام من سائر الحروف ، فقام مولانا امير المؤمنين علي بن
__________________
(١٠٧٤) حلية الاولياء ١ : ٧٨ ـ ٧٩ بتغيير بسيط في الالفاظ.