مقدمة المؤلف
بسم الله الرّحمن الرّحيم
صلى الله على محمد وآله وسلم ، أحمد الله الجليل على جميل عفوه ، وجزيل نواله حمد مستهتر (١) بذكره حيران وإله ، وأصلي على المصطفى المنزل عليه القرآن ، وعلى آله وصحبه الذين من عاداهم نعاده ، ومن والاهم نواله ، ما اغتر الظمآن بالسراب وآله.
يقول العبد الفقير (محمد بن يوسف بن محمد الكنجي) : أما بعد فاني لما جلست يوم الخميس لست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وستمائة بالمشهد الشريف بالحصباء (٢) من مدينة الموصل ، ودار الحديث المهاجرية
__________________
(١) استهتر الرجل بكذا : صار مستهترا به ، أي مولعا به لا يتحدث بغيره ولا يفعل غيره.
(٢) بناه بدر الدين لؤلؤ سنة ٦١٥ ، وأول من درس فيه ابن مهاجر ، وفي سنة ٦٣٧ ، بنى قبة المشهد بجانبها ، واتخذه للامام يحيى بن القاسم مدفنا ودفن في المشهد بدر الدين لؤلؤ بعد وفاته ، وهدمت المدرسة وبقى المشهد الذي يجاورها ، وكان المشهد يسمى مشهد يحيى بن القاسم أو المشهد الشريف وكان لؤلؤ قد أمر الحافظ الكنجي بتلاوة سيرة الامام علي «رض» فيه ، الحوادث الجامعة : ٣٣٧ ، تحفة الاحباب : ٢٢ ، مجموع الكتابات المحررة في ابنية مدينة الموصل : ١٤١.