ثبت بالتواتر من فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله على وفق ما دلت عليه الآية الكريمة وهم مخالفون لذلك كله وليس لهم دليل صحيح في الواقع ونفس الأمر» (١).
وتبعه على ذلك جمع آخر بعيون عمياء وآذان صمّاء بدون أن يحققوا في المسألة ، ولفقوا على الشيعة التهم كما يحلو لهم.
وتصوروا أن جميع مخاطبيهم من العوام ، ولم يفكروا أنّه سيقوم المحققون والعلماء يوماً بنقد كلامهم ، وسيندمون على ذلك أمام التاريخ الإسلامي.
والآن وقبل كل شيء نتجه للقرآن المجيد ، فالقرآن يحدثنا في سورة المائدة ـ آخر سورة نزلت على نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله ـ حيث يقول تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) (٢).
ومن الواضح أنّ كلمة (أَرْجُلَكُمْ) معطوفة على (بِرُؤُسِكُمْ) فيكون المسح على كليهما لازماً سواء قرأنا (أَرْجُلَكُمْ) بالنصب أم بالجر. تأملوا (٣).
__________________
(١). أنظر تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٥١٨.
(٢). سورة المائدة ، الآية ٦.
(٣). وللتوضيح هناك قراءتان معروفتان لكلمة (أَرْجُلَكُمْ) ، قراءة بالجر (كسر حرف اللام) برواية جمع من القراء المشهورين ، مثل حمزة وأبي عمر وابن كثير ، وحتى عاصم (موافق لرواية أبي بكر) ، وجمع آخر من المشهورين أيضاً قرءوها بالنصب ، وجميع المصاحف الحالية مكتوبة على وفقها.
ولكن لا يوجد أي فرق في المعنى بين هاتين القراءتين.
لأنّا إذا قرأناها بالكسر فواضح أنّها معطوفة على (بِرُؤُسِكُمْ) ومعناها أن تمسح القدمين في الوضوء ، (كما تمسح الرأس).
فهل يعاب على الشيعة العمل على وفق هذه القراءة التي يذهب إليها الكثيرون؟
وإذا تجاوزنا هذا وقرأناها بالفتح فهي معطوفة أيضاً ولكن على محل (بِرُؤُسِكُمْ) ، ومحلها