والأدلة هي مجموعة من الروايات : يمكن تقسيمها إلى عدّة طوائف :
أ) الروايات التي نقلت من مصادر أهل البيت عليهمالسلام والتي تنفي بشكل عام المسح على الحذاء ، وعلى سبيل المثال :
١. ينقل الشيخ الطوسي عن أبي الورد قال : «قلت لأبي جعفر عليهالسلام إنّ أبا ظبيان حدثني أنّه رأى علياً عليهالسلام أراق الماء ثمّ مسح على الخفين ، فقال : كذب أبو ظبيان : أمَا بَلَغَكُم قَوْلُ عَلِيّ عليهالسلام فِيكُمْ : سَبَقَ الْكِتَابُ الخُفَّيْنِ؟
فقلتُ : هَلْ فِيهِمَا رُخْصَةٌ؟
فَقَالَ : لَا ، إلّا مِنْ عَدُوّ تَتَّقِيهِ أو ثَلْج تُخَافُ عَلَى رِجْلَيْكَ» (١).
ونستفيد من هذا الحديث عدّة نقاط :
أولاً : أنّ المشهور في روايات أهل السنّة أنّ الإمام علياً عليهالسلام لا يجيز المسح على الخفين ، ومع هذا كيف يجيز أبو ظبيان وأمثاله لأنفسهم أن يكذبوا على الإمام عليهالسلام ، فهل كانت هناك مؤامرة؟
سيتضح الجواب عن هذا السؤال فيما بعد.
ثانياً : الإمام علي عليهالسلام يشير إلى الطريق ويقول : القرآن المجيد مقدم على كل شيء ، ولا يقدم على القرآن شيء ، فإذا رأينا رواية تخالف القرآن يجب تأويلها ، هذا مع أنّ آية الوضوء في سورة المائدة من الآيات التي لم تنسخ قطعاً.
ثالثاً : الإمام الباقر عليهالسلام يشير إلى أنّ الروايات التي جاءت بالمسح على الخفين محمولة على الضرورة أيضاً ، مثل : البرد الشديد الذي فيه خوف على الأرجل.
__________________
(١). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٤٧ ، ح ١٠٩٢.