ثالثاً : إذا رأى بعض الحضر أنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله قد مسح على الخفين ، فيمكن أن يكون حذاء النبي صلىاللهعليهوآله ذا فتحات وشقوق تتيح له المسح عليه.
يقول المرحوم الشيخ الصدوق ـ وهو من المحدثين المعروفين لدى الإماميّة ـ في كتابه المعروف من لا يحضره الفقيه : «إنّ النجاشي أهدى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله خفاً ، وكان موضع ظهر القدم مفتوحاً ، فمسح النبي صلىاللهعليهوآله على رجليه وعليه خفّاه ، فقال الناس : إنّه مسح على خفّيه» (١).
خصص البيهقي المحدّث المعروف في كتابه «السنن الكبرى» باباً تحت عنوان باب الخف الذي مسح عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله «ويستفاد من بعض أحاديث هذا الباب» «وكانت كذلك خفاف المهاجرين والأنصار مخرّقة مشقّقة» (٢).
ويحتمل بناءً على ما تقدم أنّ هؤلاء كانوا يمسحون على أقدامهم أيضاً.
والغريب في هذا البحث أنّ رواة أحاديث المسح على الخفين كانوا من الذين وفقوا لشرف خدمة النبي صلىاللهعليهوآله ، ولكنّ الإمام علياً عليهالسلام كان بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله دائماً ، ولم يقبل أبداً بالكلام المطابق للأحاديث المعروفة عند أهل السنّة.
والأغرب من هذا ما نقلته عائشة التي كانت بجوار النبي صلىاللهعليهوآله غالباً وقالت : «لئن تقطع قدماي أحبّ إليّ من أن أمسح على الخفّين» (٣).
__________________
(١). من لا يحضره الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٨.
(٢). السنن الكبرى ، ج ١ ، ص ٢٨٣.
(٣). المبسوط للسرخسي ، ج ١ ، ص ٩٨.