ويحدثنا القرآن الكريم أيضاً عن خطأ ابن نوح عليهالسلام شيخ الأنبياء : (قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ...) (١) وحذّر الله تعالى نوحاً من أن يشفع له.
فأيّهما أهم ، ابن النبي أم أصحاب النبي؟
ويخبرنا القرآن الكريم عن زوجتَي النبي نوح ولوط عليهماالسلام : (فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (٢) ، فهاتان المرأتان خانتا زوجيهما (نوحاً ولوطاً) وتعاونتا مع الأعداء. ولم يستطع هذان النبيّان عليهماالسلام أن يشفعا لهما.
ألم تصرح هذه الآية : بأن ملاك صلاح الأفراد وعدمه هو الإيمان والعمل ، وهذا الملاك سار في ابن النبي أو زوجته في حال فساد العمل.
فهل يصح في هذه الحالة أن نغض أبصارنا ونقول : «إنّ محبّته دين وإيمان ، ومخالفته كفر ونفاق ؛ لأنّه من الصحابة» ، حتى وإن التحق فيما بعد بصفوف المنافقين ، وآذى قلب النبي صلىاللهعليهوآله وخان المسلمين؟
أفهل يقبل عاقل أو مفكر هذا الكلام؟
فإذا قال أحدهم : إنّ طلحة والزبير كانا في البداية صالحين ، ولكن عند ما جاءت حكومة تخالف هواهما ورافقا زوجة النبي (عائشة) وبعد أن بايعا الإمام علياً عليهالسلام عند ما بايعه المسلمون قاطبة ، عندها سقطا فأشعلا نار حرب الجمل التي كانت ضحاياها سبعة عشر ألفاً من المسلمين ، لقد انحرفا عن الطريق المستقيم ، وكل هذه الدماء العظيمة التي أريقت سيتحملون وزرها
__________________
(١). سورة هود ، الآية ٤٦.
(٢). سورة التحريم ، الآية ١٠.