عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا» (١) ، فهل كان كل هؤلاء الصحابة صالحين؟
٢. يقول العالم المعروف البلاذري في «الأنساب» : «قام عثمان بعزل سعد بن أبي وقاص والي الكوفة ونصب مكانه الوليد بن عقبة ، وطلب الوليد من عبد الله بن مسعود مفاتيح بيت المال ، فألقى ابن مسعود المفاتيح إليه وقال له : من غيّرَ غيّرَ الله ما به ، ومَن بدّلَ أسخط الله عليه ، وما أرى صاحبكم إلّا وقد غيّر وبدّل ، أيُعزَلُ مثل سعد بن أبي وقاص ويولى الوليد ، .. فكتب الوليد إلى عثمان بذلك وقال : إنّه يعيبك ويطعن عليك ، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه ... وقدِم ابن مسعود المدينة وعثمان يخطب على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فلمّا رآه قال : ألّا أنّه قَدِمت عليكم دُوَيْبة سوء ، من تمشِ على طعامه يقي ويسْلَحْ ، فقال ابن مسعود : لستُ كذلك ، ولكني صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم بدر ويوم بيعة الرضوان ، ونادت عائشة : أي عثمان أتقول هذا لصاحب رسول صلىاللهعليهوآله؟ ، ثمّ أمر عثمان به فأخرج من المسجد إخراجاً عنيفاً ... ويقال : احتمله يحموم غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الأرض فدُقَّ ضلعه» (٢).
٣. ينقل البلاذري في نفس كتاب «أنساب الأشراف» : «كان في بيت المال بالمدينة سَفَط فيه حلي وجوهر فأخذ منه عثمان ما حلّى به بعض أهله ، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك ، وكلَّموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه ، فخطب فقال : لنأخذنّ حاجتنا من هذا الفيء ، وإن رَغِمَت انوف أقوام.
__________________
(١). صحيح البخاري ، ج ٥ ، ص ٥٧ و ٥٨.
(٢). انظر أنساب الأشراف ، ج ٦ ، ص ١٤٧ ؛ وتاريخ ابن كثير ، ج ٧ ، ص ١٣٦ و ١٨٣ ، حوادث سنة ٣٢ ، (مع اختصار).