محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ هذا مسلم؟
ولكن ـ أنتم ـ تنقلون «أنّ من قال : عليٌّ إله» إلى «من سمّيتم أنتم أنّه إله» ، ومن فعل كذا وكذا فهو جاعله إلهاً.
فتلبسون على الجهّال ، فلِمَ لم يقل أهل العلم : إنّ من يسأل مخلوقاً شيئاً فقد جعله إلهاً.
أو من نذر له أو من فعل كذا وكذا [فقد جعله إلهاً]؟
ولكن هذه تسميتكم التي اخترعتموها من بين سائر أهل العلم ، وحملتم كلام الله تعالى ، ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكلام أهل العلم ـ رحمهمالله ـ على مفاهيمكم الفاسدة ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
فصل
[حقيقة الشرك وأسبابه]
ولنذكر شيئاً ممّا ذكره بعض أهل العلم في صفة مذهب المشركين الذين كذّبوا الرّسُل صلوات الله وسلامه عليهم.
قال ابن القيّم : كان الناس على الهُدى ودين الحقّ ، فكان أوّل من كادهم الشيطان بعبادة الأصنام ، وإنكار البعث.
وكان أوّل من كادَهم من جهة العكوف على القبور وتصوير أهلها ، كما قصّه الله عنهم في كتابه بقوله : (لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) (١).
__________________
(١) نوح : ٢٣.