ومع هذا لم يكفّروهم ، حتّى دعاتهم الذين قتلوا ، لم يكفّرهم المسلمون.
أما في هذا عبرة لكم؟
[الفرقة الوهابيّة تخالف ذلك]
تكفّرون عوامّ المسلمين ، وتستبيحون دماءهم ، وأموالهم ، وتجعلون بلادهم بلاد حربٍ ، ولم يوجد منهم عُشْر مِعشار ما وجد من هؤلاء؟!
وإن وجد منهم شيءٌ من أنواع الشرك ـ سواء شرك أصغر أو أكبر ـ فهم جُهّال ، لم تقم عليهم الحجّة التي يكفّر تاركها!
أتظنّون أنّ أولئك السادة ـ أئمة أهل الإسلام ـ ما قامت الحجّة بكلامهم؟! وأنتم قامت الحجّة بكم!؟
بل ، واللهِ تكفّرون من لا يكفّر من كفّرتم ، وإن لم يوجد منه شيءٌ من الشرك والكفر.
الله أكبر ، (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) (١).
يا عباد الله : اتّقوا الله!
خافوا ذا البطش الشديد ، لقد آذيتم المؤمنين والمؤمنات (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (٢).
والله ما لعباد الله عند الله ذنبٌ ، إلّا أنّهم لم يتّبعوكم على تكفير من شهدت النصوص الصحيحة بإسلامه ، وأجمع المسلمون على إسلامه.
فإن اتّبعوكم أغضبوا الله تعالى ، ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإن عَصَوا آراءكم حكمتم
__________________
(١) مريم : ٨٩.
(٢) الأحزاب : ٥٨.