بكفرهم وردّتهم!!
وقد رُوي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : لستُ أخاف على أمتي جوعاً يقتلهم ، ولا عدوّاً يجتاحهم ، ولكن أخاف على أمّتي أئمةً مضلّين ، إن أطاعوهم فتنوهم ، وإن عَصَوهم قتلوهم ، رواه الطبرانيّ (١) من حديث أبي أمامة.
وكان أبو بكرٍ الصدّيق رضى الله عنه يقول : أطيعوني ما أطعتُ الله ، وإن عصيتُ فلا طاعة لي عليكم (٢).
ويقول : أنا أخطئ وأصيب ، وإذا ضربه أمر جمع الصحابة واستشارهم.
وعمرُ يقول مثل ما قال أبو بكرٍ ، ويفعل مثل ما يفعل ، وكذلك عثمان ، وعليّ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
[أئمة المذاهب لا يلزمون أحداً بمذهبهم]
وأئمّة أهل العلم لا يُلزمون أحداً أن يأخذ بقولهم ، بل لمّا عزم الرشيد بحمل الناس على الأخذ بمُوَطَّإ الإمام مالكٍ رضى الله عنه ، قال له مالك : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فإنّ العلم انتشر عند غيري ، أو كلاماً هذا معناه.
وكذلك جميع العلماء من أهل السُنّة ، لم يُلزم أحدٌ منهم الناسَ الأخذَ بقوله.
[الوهابية تخالف ذلك]
وأنتم تكفّرون من لا يقول بقولكم ، ويرى رأيكم!!
سألتكَ بالله ؛ أنتم معصومون ، فيجب الأخذ بقولكم؟
فإن قلت : لا ، فلِمَ توجبون على الأمّة الأخذ بقولكم؟
__________________
(١) المعجم الكبير للطبراني : ٨ / ١٤٩ ح ٧٦٥٣.
(٢) الإمامة والسياسة لابن قتيبة : ١ / ٣٤ ، تاريخ الطبريّ : ٢ / ٤٥٠ حوادث سنة ١١ ه.