ولم يقل الشيخ : مَن فعل هذا فهو كافرٌ ، بل من لم يكفّره فهو كافرٌ.
ـ كما قلتم أنتم ـ.
[في السؤال من غير الله]
وأمّا السؤال من غير الله ، فقد فصّله الشيخ تقيّ الدين رحمهالله : إن كان السائل يسأل من المسئول مثلَ غفران الذنوب ، وإدخال الجنّة ، والنجاة من النار ، وإنزال المطر ، وإنبات الشجر ، وأمثال ذلك مما هو من خصائص الربوبيّة ، فهذا شركٌ وضلالٌ ، يُستتاب صاحبه ، فإن تاب وإلّا قُتل.
ولكنّ الشخص المعيَّن الذي فعل ذلك لا يكفر ، حتّى تقوم عليه الحجّة التي يكفر تاركها ـ كما يأتي بيان كلامه في ذلك إن شاء الله تعالى ـ.
فإن قلت : ذكر عنه في (الإقناع) أنّه قال : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ، ويسألهم ، ويتوكل عليهم كفر إجماعاً.
قلت : هذا حقٌّ ، ولكنّ البلاء من عدم فهم كلام أهل العلم.
لو تأمّلتم العبارة تأمّلاً تامّاً لعرفتم أنكم تأوّلتم العبارة على غير تأويلها.
ولكنّ هذا من العجب.
تتركون كلامه الواضح.
وتذهبون إلى عبارةٍ مجملةٍ ، تستنبطون منها ضدّ كلام أهل العلم ، وتزعمون أنّ كلامكم ومفهومكم إجماعٌ!!!
هل سبقكم إلى مفهومكم من هذه العبارة أحدٌ؟
يا سبحان الله ، ما تخشون الله؟!
ولكن انظر إلى لفظ العبارة وهو قوله : «يدعوهم ، ويتوكّل عليهم ، ويسألهم» ، كيف جاء بواو العطف ، وقرن بين الدعاء والتوكل والسؤال؟