انتهى كلام ابن القيّم.
فانظر إلى الوسائط المذكورة في العبارة ، كيف تحملونها على غير محملها؟.
ولكن ليس هذا بأعجب من حملكم كلام الله ، وكلام رسوله ، وكلام أئمّة الإسلام على غير المحمل الصحيح ـ مع خرقكم الإجماع ـ!؟
وأعجب من هذا ، أنّكم تستدلّون بهذه العبارة على خلاف كلام من ذكرها ، ومن نقلها ، ترون بها صريح كلامهم في عين المسألة.
وهل عملكم هذا إلّا اتّباع المتشابه ، وترك المحكم؟
أنقذنا الله وإيّاكم من متابعة الأهواء.
[التبرّك بالقبور]
وأمّا التبرّك والتمسّح بالقبور ، وأخذ التراب منها ، والطواف بها :
فقد ذكره أهل العلم ، فبعضهم عدّه في المكروهات ، وبعضهم عدّه في المحرّمات.
ولم ينطق واحدٌ منهم بأنّ فاعل ذلك مرتدٌّ ـ كما قلتم أنتم ، بل تكفّرون من لم يكفّر فاعل ذلك ـ.
فالمسألة مذكورة في كتاب الجنائز في فصل الدفن وزيارة الميّت ، فان أردت الوقوف على ما ذكرت لك فطالع (الفروع) و (الإقناع) وغيرهما من كتب الفقه.
[القدح في المؤلّفين لكتب الفقه]
فإن قدحتم فيمن صنّف هذه الكتب ، فليس ذلك منكم بكثيرٍ ، ولكن ليكن معلوماً عندكم أنّ هؤلاء لم يحكوا مذهب أنفسهم ، وإنّما حكوا مذهب أحمد بن حنبل وأضرابه من أئمّة أهل الهدى ، الذين أجمعت الأمّة على هدايتهم ودرايتهم.