أم تزعمون أنّكم أئمّة تجب طاعتكم؟
فأنا أسألكم بالله ، أهل اجتمع في رجلٍ منكم شروط الإمامة التي ذكرها أهل العلم ، أو حتّى خصلة واحدة من شروط الإمامة؟
بالله عليكم انتهوا ، واتركوا التعصيب.
هبنا عذرنا العامّيّ الجاهل الذي لم يمارس شيئاً من كلام أهل العلم ، فأنت ما عذرك عند الله إذا لقيته؟
بالله عليك تنبّه ، واحذر عقوبة جبّار السماوات والأرض.
فقد نقلنا لك كلام أهل العلم ، وإجماع أهل السُنّة والجماعة ـ الفرقة الناجية ـ وسيأتيك إن شاء الله ما يصير سبباً لهداية من أراد الله هدايته.
فصل
[اتفاق أهل السنة! على عدم التكفير المطلق للمسلمين]
قال ابن القيّم في (شرح المنازل) (١) :
أهل السُنّة متّفقون على أنّ الشخص الواحد تكون فيه ولاية الله وعداوة من وجهين مختلفين ، ويكون محبوباً لله مبغوضاً من وجهين ، بل يكون فيه إيمانٌ ونفاقٌ ، وإيمانٌ وكفرٌ ، ويكون إلى أحدهما أقرب من الآخر ، فيكون إلى أهله.
كما قال تعالى : (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ) (٢).
وقال : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (٣).
__________________
(١) شرح منازل السائرين.
(٢) آل عمران : ١٦٧.
(٣) يوسف : ١٠٦.