الإسلام ، ولا أوجبوا قتلهم ، ولا أجرَوا عليهم أحكام أهل الردّة ، ولا قالوا : قد كفرتم حيث خالفتمونا ، لأنّا لا نتكلّم إلّا بالحقّ ، وقد قامت عليكم الحجّة ببياننا لكم :
كما قلتم أنتم هذا؟!
ومِن الرادّ عليهم ، والمبيّن ضلالَهم ، الصحابةُ والتابعونَ الذين لا يقولون إلّا حقّاً.
بل كبير هؤلاء من أئمّة دُعاتهم قتلوه الأُمراء.
وذكر أهل العلم أنّه قُتل حدّاً ، كدفع الصائل خوفاً من ضرره ، وبعد قتله غُسّل وصُلّي عليه ، ودُفن في مقابر المسلمين ـ كما يأتي أن شاء الله ذِكره في كلام الشيخ تقيّ الدين ـ.
فصل
[المعتزلة وآراؤهم]
الفرقة الثالثة من أهل البدع : المعتزلة الذين خرجوا في زمن التابعين ، وأَتَوا من الأقوال والأفعال الكفريّات ما هو مشهور.
منها : القول بخلق القرآن.
ومنها : القول بخلود أهل المعاصي في النار ، إلى غير ذلك من قبائحهم وفضائحهم التي نقلها أهل العلم عنهم.
ومع هذا فقد خرجوا في زمن التابعين ، ودَعوا إلى مذهبهم ، وقام في وجوههم العلماء من التابعين ومن بعدهم ، وردّوا عليهم ، وبيّنوا باطلهم من الكتاب ، والسنّة ، وإجماع علماء الأمّة ، وناظروهم أتمّ المناظرة.