كَذَبَ عَلَيْك البِزْرَ والنَّوَى بنصب البِزْر فانَّ عليك لا تَتَعلَّق فيه بكَذَب ولكنه يكون اسمَ الفِعْل وفيه ضَمِير المُخَاطَب كأنه قال كَذَبَ السِّمَنُ ـ أى انتَفَى من بَعِيرك فأَوْجِدْه بالبِزْر والنَّوَى وهما مَفْعولَا عليك وأضْمَر الفاعِلَ لِدِلالة الحال عليه من مُشَاهدةِ عَدَمه فهذا الأصل فى هذه الكَلِمة وليس كما ذكره بعضُ رُوَاة أهل اللُّغة أنّ كَذَب تَجِىء زيادةً فى الحَدِيث فأما قول عَنْترة
كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٌ |
|
إنْ كُنْتِ سائِلَتِى غَبُوقا فاذْهَبِى |
فأن شِئْت قُلْت فيه إن مَعْنى كذَب أنه لا وُجودَ للعَتِيق الذى هو التمرُ فاطلُبِيه فان لم تَجدِى التَّمرَ فكيف تَجِدينَ الغَبُوق وإن شئتَ قلتَ إن الكَلِمةَ لَمَّا كَثُر استِعْمالُها فى الاغْراء بالشئِ والبَعْثِ على طَلَبه وإيجَادِه صار كأنه يقُول لها علَيْكِ العَتِيقَ ـ أى الْزَمِيه ولا يُرِيد بقَوله لها كذب نَفْيَه ولكن إضْرابها عَمَّا عداه فيكونُ العتيق فى المَعْنى مفعولا به وان كان لفْظُه مرفوعا بقوله لها مثل سَلَامٌ عليك ونحوه مما يُراد به الدُّعاءُ واللفظ على اللفظ* وحَكَى محمد بن السرىّ* عن بعض أهل اللُّغة فى كَذَب العَتِيقُ أن مُضَر تَنْصِب به وأنَّ اليَمَن ترفَعُ به وقد تقَدَّم وَجْه ذكر ذلك وقالوا كَذَّبته ـ نَسَبْته الى الكَذِب على ما يَجِىء عليه هذا البِنَاءُ فى بعض المواضع وأَكْذَبته ـ صادَفْته كاذِبا أو قُلْت له كَذَبْت* ابن دريد* كاذَبْته مُكَاذَبة وكِذَابا ـ كَذَّبته وكَذَّبنى* ابن جنى* قِرَاءة مَن قَرأَ مِمَّن كَذَب بآيات الله بالتخفيف دخولُ الباء فيها على المَعْنى لأَنَّه فى معنَى كَفَر بآيات اللهِ* أبو عبيد* ابْتَشَك الكَلامَ وبَشَك ـ كَذَب* قال أبو على* أصْل البَشْك سُرْعة الخِيَاطة وقالوا ناقةٌ بَشَكَى ـ وهى السَّرِيعة* أبو عبيد* سَرَجَ وشَرَجَ ـ كَذَب* ابن دريد* جاءِنى بكلِمة فسَأَلَنِى عن مَذَاهِبها فشَرَج عليها أُشْرُوجة ـ أى بَنَى عليها بِناءً ليس منها* أبو عبيد* خَدَبَ ووَلَع بَلَعُ وَلْعا ووَلَعاناً كذَبَ وأنشد
* وهُنَّ من الاْخْلافِ والوَلَعان*
* ابن السكيت* أراد وهنَّ من أهْل الكَذِب والخُلْف* ابن دريد* فَشْفَش أَفْرَط فى الكَذِب* ابن دريد* سَطَّر علَيْنا ـ جاءَنا بأحادِيثَ تُشْبِه الباطِلَ والأَساطِيرُ ـ أحادِيثُ لِانظامَ لها واحِدُها إسْطار* قال محمد بن يزيد* أساطِيرُ