كانت انقلبتْ همزةً لوُقُوعها طَرَفا بعد ألفٍ زائدةٍ فلَمَّا زال عنها هذا الوصفُ زال أن تكونَ همزةً كما لو صَغَّرت سَقَّاءً لقلت سُقَيْقِىٌّ فقلبت الهمزةَ المنقَلِبةَ عن الياء التى هى لامٌ بالزَّوال لوقُوعها طَرَفا بعد ألفٍ زائدة ثم حذفت الياء الاولَى فى صَحارِىّ للتخفيف فصارت صَحَارٍ مثل مَدَارٍ ثم أبدلْتَ من الياء الألفَ كما أبدلتها منها فى مَدارَى ومَعايَا فصارت صَحارَى وأشَاوَى والواو فيها مُبْدَلة من الياء التى هى عينٌ فى شئ كما أبدلت منها فى جَبَيْت الخَراجَ جِبَاوةً وقد قيل فى أشْياءَ قولٌ آخَرٌ وهو أن تكون أفْعِلاءَ ونظيره سَمْح وسُمَحاءُ* قال أحمد بنُ يحيى* رجالٌ سُمَحاءُ الواحد سَمْح قال ونسوة سِمَاحٌ لا غيْرُ فأصل الكلمة على هذا القول أفْعِلاءُ وحذِفت الهمزةُ التى هى لامٌ حَذْفا كما حُذِفت من قولهم سَوائِيَة حيث قالوا سَوَاية ولزم حذفُها فى أفْعِلاءَ لأمرين أحدهما تقارُبُ الهمزتينِ فاذا كانوا قد حذفُوا الهمزةَ مفرَدة فجدير اذا تكرَّرت أن يلزم الحذفُ والآخَر أن الكلمةَ جمعٌ وقد يُسْتثقَل فى الجموع ما لا يُستَثْقَل فى الآحاد بدلالة إلزامهم خَطايَا القلْبَ وإبدالِهم من الأوَلى فى ذَوائِب الواوَ وهذا قول أبى الحسن فقيل له كيف تُحقِّرها قال أقول فى تحقيرِها أشَيَّاء فقيل له هَلَّا رددته الى الواحد فقلت شُيَيْآت لان أفعلاءَ لا تصغَّر فالجواب عن ذلك أن أفْعِلاءً فى هذا الموضع جاز تصغيرُها وان لم يجز ذلك فيها فى غير هذا الموضِع لأنها قد صارت بَدَلا من أفْعال بدلالة استِجازتهم إضافةَ العَدَد اليها كما أُضِيف الى أفعال ويدلُّك على كونِها بدَلا من أفعال تذكيرُهم العدَدَ المضافَ اليها فى قولهم ثلاثةُ أشياءَ وكما صارت بمنزلة أفْعالٍ فى هذا الموضع بالدِّلالة التى ذُكِرت كذلك يجوز تصغيرُها من حيث كان تصغير أفعال ولم يمتنِع تصغيرُها على اللفظ من حيث امتَنَع تصغيرُ هذا الوَزْن فى غير هذا الموضع لارتفاع المعنَى المانِع من ذلك عن أشياءَ وهو أنها صارت بمنزلة أفْعالٍ واذا كان كذلك لم يجتمع فى الكلمة ما يَتدافَعُ من إرادة التقليلِ والتكثيرِ فى شئ واحد* قال* وما ذكرته فى الطَّرْفاء وأُخْتيها من أنه يُراد به الجمعُ قول سيبويه وحكى أبو عثمان عن الأصمعى أنه قال واحد القَصْباء قَصَبة وواحد الطَّرْفاء طَرَفة وواحد الحَلْفاء حَلِفة مثل وَجِلة مخالِفةً لأختيها وكيف كان الأمرُ فالخلاف لم يقع فى أن كل واحد من هذه الحروفِ جمعٌ وانما موضعُ الخِلاف هل لهذا