المتطيرين به ، لرسالته ، ومن شهد له رب السموات والأرض.
ومنها : أنهم أرادوا أن يجعلوا سيئاتهم وعقوباتها حجة على إبطال رسالته ، فشهد له بالرسالة ، وأخبر أن شهادته كافية ، فكان في ضمن ذلك إبطال قولهم : إنّ المصائب من عند الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وإثبات أنها من عند أنفسهم بطريق الأولى.
ومنها : إبطال قول الجهمية المجبرة ومن وافقهم في قولهم : إن الله قد يعذب العباد بلا ذنب.
ومنها : إبطال قول القدرية الذين يقولون : إن أسباب الحسنات والسيئات ليست من الله ، بل هي من العبد.
ومنها : ذمّ من لم يتدبر القرآن ، ولم يفقهه وأنّ إعراضه عن تدبّره وفقهه يوجب له من الضلال والشقاء بحسب إعراضه.
ومنها : إثبات الأسباب ، وإبطال قول من ينفيها ، ولا يرى لها ارتباطا بمسبباتها.
ومنها : أنّ الخير كله من الله ، والشر كله من النفس ، فإن الشر هو الذنوب وعقوبتها ، والذنوب من النفس ، وعقوباتها مترتبة عليها ، والله هو الذي قدّر ذلك وقضاه ، وكلّ من عنده قضاء وقدرا ، وإن كانت نفس العبد سببه ، بخلاف الخير والحسنات ، فإن سببها مجرد فضل الله ، ومنه وتوفيقه كما تقدم تقريره.
ومنها : أنه سبحانه لما ردّ قولهم ، أن الحسنة من الله والسيئة من رسوله ، وأبطله بقوله : (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ (٧٨)) [النساء] رفع وهم من توهّم ، أن نفسه لا تأثير لها في السيئة ، ولا هي منها أصلا بقوله : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما