مما لا تقبله عقول العوام ، لا جرم كان الأولى اشتمال الدعوة على ألفاظ توهم التشبيه مع التنبيه على كلمات تدل على التنزيه المطلق.
والجواب عن الشبهة الثامنة : إن الكلام في أنه هل تجوز رؤية الله تعالى؟ سيأتي تقريرها. وبتقدير صحتها فإنا نقول : إن كان مجرد الاستبعاد كافيا ، فلا شك أن الوهم والخيال يستبعد وجود موجود معبود لا داخل العالم ولا خارجه ، فوجب أن يكتفى بهذا القدر من غير حاجة إلى التمسك بالرؤية ، وإن كان غير كافي فنقول. كما أثبتنا موجودا لا في العالم ولا في خارج العالم على خلاف حكم الوهم والخيال ، فكذلك جمع عظيم من الناس أثبتوا رؤية شيء ، لا في الجهة ، فلم قلتم : إن ذلك محال؟ وما الدليل الذي دل على امتناعه؟ فإن أحدا من المخالفين لم يذكر فيه شيئا سوى الاستبعاد. وهذا تمام الأجوبة على شبهات من أثبت الحيز والجهة. [والله أعلم بحقائق الأمور (١)].
__________________
(١) من (و).