في
الدلائل المستنبطة من صفة الإرادة
قالت الفلاسفة : الذي نعقل من الإرادة هو أنا اعتقدنا في شيء أنه نافع ولذيذ ، صار هذا (١) الاعتقاد موجبا حصول الميل إلى تحصيل ذلك الشيء ، ثم إن ذلك الميل مع ذلك الاعتقاد ، منضمان إلى القدرة الموجودة في العضلات ، وهي المسماة بالقوة المحركة ، فيصير مجموع هذه الأشياء موجبا لحصول الفعل. إذا ثبت هذا فنقول : هذه الأحوال في حق واجب الوجود لذاته : محال. أما تصور كون الفعل المعين نافعا له ، أو ضارا له ، فهذا إنما يتصور في حق من يعقل في حقه الانتفاع بشيء [أو التضرر بشيء (٢)] آخر وذلك في حق واجب الوجود : محال. وأما حصول ذلك الميل فهو أيضا : محال لأن الميل إلى جلب (٣) المنافع ، إنما يعقل في حق من يصح عليه النفع. وإذا ثبت هذا ، فقد ظهر أن حصول الإرادة في حق الله تعالى : محال. وأما الذي يقوله المتكلمون من أن الإرادة تقتضي رجحان أحد الميلين (٤) على الآخر لا لمرجح [أصلا ، فهذا أيضا غير معقول البتة ، لأن الرجحان بدون المرجح (٥)] محال غير
__________________
(١) لهذا (ت)
(٢) من (ط ، س)
(٣) طلب النافع (ط ، س)
(٤) الميلين (ط)
(٥) سقط (ط)