في
الدلائل المستنبطة من الحسن والقبح
والحكمة والعبث
وهي من وجوه (١) :
الحجة الأولى : إن الإيجاد [للعالم] (٢) إحسان ، والإحسان أفضل من ترك [الإحسان] (٣) فلو كان الباري سبحانه (٤) غير موجد للعالم ، مدة غير متناهية [لكان تاركا للأفضل مدة غير متناهية ، ومرجحا للأمر الآخر مدة غير متناهية] (٥) وذلك محال. فوجب كونه (٦) فاعلا من الأزل إلى الأبد.
الحجة الثانية : إن من كان له التصرف النافذ ، والملك العظيم ، والرفع والخفض ، والإبرام والنقض ، أفضل ممن لا يكون له شيء من ذلك. فلو قلنا : إنه تعالى ما كان له في الأزل : ملك ولا ملكوت ولا تصرف ، ثم صار في لا يزال كذلك ، لزم أن يقال : إنه انتقل من النقص إلى الكمال ، وذلك : محال. فإن قالوا : [يلزم] (٧) على الحجة الأولى : ترك الإحسان. وإنما لا
__________________
(١) الحسن والقبح والعبث. وهي وجوه (ت)
(٢) من (ت)
(٣) من (س)
(٤) تعالى (ط)
(٥) سقط (ط)
(٦) كونها (ت)
(٧) من (ت)