في الذات والصفات. أمر عدمي. وأما في الأفعال : فلا شبهة أن الشر فيها معنى موجود.
وأما السؤال الثاني : فالجواب عنه من وجوه :
الأول : أن لذات هذا العالم ، أضعف [بكثير] (١) من آلام هذا العالم. والتجربة تدل عليه. فإن ألذ الأشياء : قضاء شهوة البطن ، وشهوة الفرج. ونحن نعلم بالضرورة : أن ألم القولنج ، وسائر الأمراض الكثيرة (٢) أصعب بكثير من لذة الأكل والوقاع.
والثاني : إن عند البقاء على العدم ، لا يحصل ، لا اللذة ولا الألم. وعند الوجود يحصل أنواع الآلام ، ولا شك أن السلامة من الألم ، أفضل من الوقوع في الألم.
والثالث : أن ما يتوهم لذة في هذا العالم ، فهو في الحقيقة عبارة عن دفع الألم. فإن لذة الأكل عبارة عن دفع ألم الجوع ، لذلك فكلما كان الجوع أقوى ، كان الأكل ألذ.
وقال بعض من يتمسك (٣) بأمثال هذه الكلمات إنه [تعالى] (٤) خلق القاتل والمقتول ، والظالم والمظلوم ، وعلم أن هذا يقتل ذلك الآخر ، ثم توعد القاتل بأن قال : متى قتلت ذلك الآخر : عذبتك بالنار. فلو [لم] (٥) يخلقهما ، لكان قد سلم المقتول من عذاب الدنيا ، والقاتل من عذاب الآخرة».
فيثبت : أن الخلق فتح لباب [الشر] (٦) والآفات. وذلك لا يليق بالصانع الحكيم. وأما إثبات أن إله العالم مؤذي ، وليس بحكيم ولا رحيم ،
__________________
(١) من (ط)
(٢) الشديدة (ط)
(٣) يتمسك بهذه الكلمات (ط)
(٤) من (ط ، س)
(٥) من (س)
(٦) من (ط)